الإحياء
Volume 4, Numéro 1, Pages 311-322
2002-06-01
الكاتب : عبد القادر بن حرزالله .
إن البحث العلمي في العلوم الاجتماعية والعلوم الإسلامية على وجه الخصوص، رغم ما حققه من مكاسب وإنجازات، فإن الكثير من الظواهر السلبية مازالت تلتصق بمسيرته وتضيق من دائرة اهتماماته. ومن أبرز هذه الظواهر ثبوتا وسلبية ظاهرة ثبات المنهج التي أفرزت الكثير من الآثار المتداخلة في منتوج البحث العلمي، ومن بين هذه الآثار: التكرار، فإن الكثير من البحوث العلمية المنتجة في شتى تخصصات العلوم الإسلامية تكاد تكون صوراً (في المناهج، والنتائج، واللغة) لنماذج من البحث قامت منذ عشرات السنين، وعملية الاستنساخ هذه تأتي في كثير من الأحيان بصورة مشوهة لا تزيدنا إلا تيها وافتتانا بالأصل، لتتحول الغاية من البحث العلي بصورة فعلية – حتى وإن لم نكاشف بها أنفسنا – هي مدى الاقتراب من لغة ومنهج ونتيجة الماضي، وهو ما يمثل محاصرة كبرى لهدف البحث العلمي الذي كان ينبغي أن يتساوق مع تطلعات وانشغالات جماهير الأمة الإسلامية. والغريب أن هذه المحاصرة تمارس باسم الأصالة مع أن الأصالة بجوهرها الإبداعي المتساوق مع تداعيات المجتمع ليست منها في شيء. لذلك جاء هذا البحث ليبين الآثار السيئة التي تركها ثبات المنهج واستقراره وعدم التفاته للمتغيرات، على نتائج البحث في العلوم الإسلامية. وقد كانت مقاصد الشريعة محل هذه المعاينة لما يتميز به هذا الفرع من العلوم الإسلامية من خصوصية تؤهله لأن يكون بوابة لإعادة النظر في بنية مناهج البحث في العلوم الإسلامية عموما.
المنهج، ثبات المنهج، العلوم الاجتماعية، العلوم الإسلامية.
سيدي عابد عبد القادر
.
ص 236-253.