رؤى تاريخية لألبحاث و الدراسات المتوسطية
Volume 2, Numéro 1, Pages 82-92
2021-01-05
الكاتب : صليحة بوزيد .
غيرت مدرسة الحوليات تصور المؤرخين من البحث في الأحداث إلى البحث في البنيات، ومن البحث في التاريخ السياسي والعسكري إلى البحث في التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والذهنيات، ثم إن هذه المدرسة استطاعت على مدى ثمانية عقود أن تتكيف معرفيا مع المنعطفات الابستيمولوجية التي عرفتها العلوم الاجتماعية خاصة في القرن العشرين، و ذلك بالقدرة على صياغة المفاهيم وإعادة صياغتها وتحديدها وإيجاد مخارج للأزمات التي عرفتها الكتابة التاريخية، كما سعت إلى إنتاج أبحاث ودراسات متميزة بتوظيف مفاهيم وأدوات مستعارة من علم الاجتماع٬ وعلم الاقتصاد٬ وعلم السياسة . وبالتالي تأثر التاريخ بالمناهج والنظريات المتداولة في شتى العلوم، وكانت الغاية هي الانسلاخ من الكتابة التاريخية التقليدية للتاريخ ودراسة الإنسان والمجتمع بكل أبعادهما٬ وفي كل محطاتهما التاريخية دراسة علمية تجريبية وموضوعية على غرار الدراسات التي تتم في العلوم كالفيزياء والرياضيات. من أشهر المؤرخين لهذه المدرسة نجد مارك بلوك، لوسيان فيفر، جاك لوغوف وفيرناند بروديل الذين أصدروا مجلة الحوليات . نهدف من خلال هذه المداخلة إلى إبراز دور مدرسة الحوليات في الكتابة والمناهج التاريخية، وأهمية التأثير الألماني في الفكر التاريخي الفرنسي من خلال المدرسة المنهجية وتأسيس المجلة التاريخية، وكذلك إبراز أهمية الفلسفة الفرنسية في عصر التنوير التي مزجت بين الفلسفة والتاريخ والجغرافية.
مدرسة الحوليات.، مارك بلوك.، التاريخ الاقتصادي و الاجتماعي.، فيرناند بروديل.،
فتيحة حاج بن فطيمة
.
محمد بوطيبي
.
ص 192-205.