مجلة الخلدونية
Volume 12, Numéro 2, Pages 94-106
2020-12-27

العلماء الجزائريون بتونس خلال عهد الدايات (1671-1830م)؛ ودورهم في مد جسور التواصل الثقافي بين الجزائر وتونس

الكاتب : لزغم فوزية .

الملخص

تدلنا المصادر على تواجد العديد من العلماء الجزائريين بتونس خلال عهد الدايات (1671م-1830م)، والذي يوافق بتونس قسما من عهد البايات المراديين (1631-1702)، وقسما من عهد البايات الحسينيين (1705-1956م)، وقد كان تواجد هؤلاء العلماء بتونس مؤقتا في أغلب الأحيان، حيث كانوا ينزلون بها أثناء ترددهم على بلاد المشرق، ولا سيما أثناء رحلاتهم للحرمين الشريفين لأداء فريضة الحج. وبحكم تجاور الإيالتين فإن العلماء وطلبة العلم الجزائريين كانوا يزورون تونس لطلب العلم، فيتجولون بين أرجائها ويقرأون على علمائها، ويقيمون لأكبر وقت ممكن بالعاصمة تونس والتي كانت من أبرز الحواضر العلمية والثقافية آنذاك. كما كان العلماء الجزائريين يزورون تونس لأسباب أخرى كالتجارة أو لأسباب عائلية، وأيا كانت الأسباب فإنهم كانوا يستغلون فرصة تواجدهم بها ويتصلون بعلمائها ويحضرون حلقات دروسهم ومختلف مجالس العلمية، ويتذاكرون ويتناقشون معهم في مختلف المسائل الفقهية واللغوية، ويتبادلون معهم الفتاوى والتآليف والإجازات والتقاريظ، وهكذا كان العلماء الجزائريين يفيدون ويستفيدون بتونس. ونستشف من خلال المصادر المتوفرة بأن تونس لم تكن تفتح للعلماء الجزائريين آفاقا للوظيفة والارتقاء الاجتماعي، فلا نجدهم مثلا يُعينون في المناصب العلمية والدينية العليا كالفتيا والقضاء، ولعل هذا ما يفسر قلة عدد العلماء الجزائريين المقيمين بتونس بشكل دائم. سأعمل من خلال هذه الدراسة على تسليط الضوء على ثلة من العلماء الجزائريين الذين تواجدوا بتونس خلال الفترة المدروسة، وأتطرق إلى كيفية تواصلهم مع نخبها العلمية والدينية، وتأثرهم بهم وتأثيرهم فيهم، وهذا كله يدخل في إطار التواصل العلمي والثقافي بين الإيالتين العثمانيتين المتجاورتين.

الكلمات المفتاحية

الجزائر العثمانية ; جامع الزيتونة ; التواصل العلمي ; الورثيلاني ; أبو راس الناصري