مجلة النقد و الدراسات الأدبية و اللغوية
Volume 6, Numéro 1, Pages 121-127
2018-02-15

منهجُ سِيبويهِ وسطٌ بينَ المناهجِ اللِّسانيَّةِ الغربيَّةِ الحديثةِ - ثنائيَّةُ الوصفيَّةِ والْمِعياريَّةِ مِثالًا –

الكاتب : بن مايسة عبد الرحمن .

الملخص

يرى النَّاقدُ الفرنسيُّ جاك دريدا (أنَّ الفِكرَ الغربيَّ قائمٌ على ثُنائياتٍ ضِدِّيَّةٍ عِدائيَّةٍ)1. رأيُ دِريدا هذا كانَ هو سببَ اختيارِ موضوعِ هذه المقالةِ، وذلك أنَّه قوَّى في نفسِي مُلاحظةً كثيرا ما لحظتُها في اللِّسانيَّاتِ الغربيَّةِ الحديثةِ، وهي قِيامُها على مِثلِ ما ذكرَ – أعني: على ثُنائياتٍ ضِدِّيَّةٍ عِدائيَّةٍ -، فالمناهجُ اللِّسانيَّةُ الغربيَّةُ الحديثةُ تقومُ على ثُنائيَّاتٍ، تعجزُ عن التَّوفيقِ بينها، فتعتقدُها مُتناقضةً، فلا تملكُ إلَّا أن تأخذَ بإحداها وتطرحَ الأخرى، ومِن أمثلةِ هذه الثُّنائيَّاتِ: الوصفيَّةُ والْمِعياريَّةُ، واللِّسانُ والكلامُ، والزَّمانيَّةُ والآنيَّةُ، والمنطوقُ والمكتوبُ، ... إلى غيرِها مِن الثُّنائيَّاتِ. فالمنهجُ الوصفيُّ أخذَ بالوصفِ ونبذَ الْمِعياريَّةَ، ثمَّ جاءَ المنهجُ التَّوليديُّ فاعتمدَ الْمِعياريَّةَ وأهملَ الوصفَ، والمناهجُ البِنَويَّةُ – مِن وصفيَّةٍ وتوليديَّةٍ - ذهبَتْ إلى أنَّ اللِّسانَ هو موضوعُ الدِّراسةِ الأوَّلُ وليسَ الكلامَ، ثمَّ جاءَتْ اللِّسانيَّاتُ التَّخاطبيَّةُ فذهبَتْ إلى أنَّ الكلامَ هو موضوعُ الدِّراسةِ الأوَّلُ وليسَ اللِّسانَ، والمنهجُ التَّاريخيُّ قالَ بأسبقيَّةِ الدِّراسةِ الزَّمانيَّةِ على الآنيَّةِ، ثمَّ جاءَتِ المناهجُ مِن بعدِه فجعلَتْ الأسبقيَّةَ للدِّراسةِ الآنيَّةِ على الزَّمانيَّةِ، وكذلك المنهجُ التَّاريخيُّ كانَ أكبرُ مُعتمدِه في البحثِ على المكتوبِ مُغفلا المنطوقَ، ثمَّ جاءَتِ المناهجُ مِن بعدِه فكانَ معتمدُها على المنطوقِ وأغفلَتْ المكتوبَ.

الكلمات المفتاحية

الثُّنائيَّاتِ -المناهجُ اللِّسانيَّةُ الغربيَّةُ الحديثةُ-الوصفيَّةُ -والْمِعياريَّةُ-اللِّسانُ والكلامُ، والزَّمانيَّةُ