متون
Volume 13, Numéro 5, Pages 28-37
2020-10-15
الكاتب : حفيظ هروس .
إن العمل الهام الذي قام به الأستاذ مصطفى بوهندي في هذا الكتاب وفي مشروعه الكبير بصفة عامة يمكن حصر أهميته المعرفية والحضارية على الأقل في شيئين: -أولا: المساهمة في محاولات التقريب بين الأديان التوحيدية الإنسانية الكبرى عبر خلق ثقافة الحوار على أساس قوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ ، وتتمثل الكلمة السواء في الإقرار بعقيدة التوحيد، وبحث المشتركات العامة التي جاءت بإقرارها هذه الكتب المقدسة والتي ما تزال مبثوثة فيها، ومن ذلك مثلا الوصايا التي أخذها الله على بني إسرائيل في الميثاق، والتي درسها المؤلف بعناية في الفصل الثامن عشر مثل: عبادة الله، والبر بالوالدين، ولا تقتل، ولا تزني، ولا تسرق، والإحسان إلى القريب واليتيم والمساكين... ثانيا-محاولة توجيه علم الأديان المقارَن للسعي لبيان القواسم المشتركة بين الأديان التي تُقرِّب ولا تباعد، وإخراجه من الطابع الأكاديمي الصرف الذي يشتغل على ما هو علمي وينسى ما هو إنساني وحضاري.
موسى والتوحيد، مصطفى بوهندي، عرض ونقد
دكتور مجتبى محمود بين كنانة
.
ص 73-112.