المرتقى
Volume 2, Numéro 1, Pages 32-46
2019-01-01
الكاتب : أحمد قبور .
يحاول هذا البحث رصد أهم مواقف العلّامة " عبد الرحمن الحاج صالح"- رحمه الله- من خلال مسيرة بحثه اللساني القائم على المزاوجة بين التراث اللغوي العربي منطلقا دونما إغفال أو إقصاء لمستجدات الدرس اللساني الحديث، وتشمل رواد اللغة الأوائل، وبعض اللغويين المحدثين، من خلال التعرض لبعض القضايا اللغوية الجوهرية، في ظل منهج تكاملي يجمع بين التاريخي والوصفي إلى التحليلي حين العرض والمناقشة . فخلافا لمن ينفي – مغاليا بلا شك - وجود أي أثر للتفكير اللساني عند العرب القدماء، أو لمن يرى ظهور إرهاصاته الأولى في كتابات صاحب كتاب الخصائص، يتصدى العلامة " عبد الرحمن الحاج صالح " رحمه الله – لكل من حاول النفي أو التشكيك في الموروث اللغوي الفذ الذي خلّفه العلماء العرب الأفذاذ من أمثال " سيبويه" وشيخه " الخليل " ومن تبعهما من الفطاحل – على قلة – ممن فقهوا كنه ما أرادوه على مستويي الفكر والمصطلح اللغويين، لا كما فهمه – أو استغلق عليهم الفهم أصلا – بعض المتأخرين من أمثال " ابن السراج " و" ابن مالك" و غيرهما . وإذا كان بعض رواد الفكر اللساني الحديث – بفعل تأثرهم بالمذاهب اللغوية الغربية - يُزرون بما لا يرقى في نظرهم إلى مسمى " اللسانيات" في الفكر التراثي العربي، ويُعزون أصول كل مشاكل الدرس اللساني العربي الحديث إلى التراث ذاته، كإبراهيم أنيس، تمام حسان، الفاسي الفهري وغيرهم، فإن " الحاج صالح" – رحمه الله- يدحض بالدليل العلمي ما ذهب إليه هؤلاء، مؤكدا أنه لا حديث عن الدرس اللساني العربي إلا في ضوء أسس الفكر التراثي الأصيل الصحيح منطلقا ومنهجا، والتي عليها أرسى قواعد نظريته الخليلية الجديدة - لا مقلدا ولكن مجتهدا - مميزا – رحمه الله- بين تراث وتراث، تراث ذي أبعاد رياضية علمية، توافق نزعة البحث اللساني الحديث، وينبغي أن تكون هي المعتمد في عملية البحث اللساني العربي ذي الشخصية العربية، والتي تبتغي إحلال اللغة العربية محلها الذي ينبغي أن تكون فيه وضعا واستعمالا، ومعالجة ما علق من قضاياه التي لا تزال تراوح مكانها من النقاش العقيم لسانيا إلى اليوم .
التفكير اللساني - التراث اللغوي - التفاضل - علم العربية
بشير إبرير
.
ص 133-172.
قبور أحمد
.
ص 172-202.
أحمد قبور
.
ص 191-200.