المرتقى
Volume 2, Numéro 1, Pages 20-31
2019-01-01
الكاتب : سمير معزوزن .
وأخال نفسي صائبًا – بداية- إن قلت أنَّ المصطلح اللّساني العربي أصبح يعيش اليوم ما يسمى "فوضى المصطلح"، وذلك راجع أساسًا لعدم تفعيل لغة عربية متخصصة. فمن المتعارف عليه، أننا نجد لكل مصطلح لساني أجنبي المصطلح العربي الذي يقابله، ولكن – للأسف- نجد أكثر من مصطلح عربي مقابلاً للمصطلح الأجنبي. ولعله من باب إنصافنا العلمي الموضوعي عند الحديث عن إشكالية المصطلح اللساني وأزمة الإشكال الحديث عن الجهود الكبيرة التي بذلها الأستاذ الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح في ضبط وتوحيد المصطلح اللساني العربي. كيف لا، ونحن نلمس منهجيته الدقيقة والعلمية في وضع المصطلح. حيث لا يعرض عليه مصطلح لساني إلا تلقاه بالنقد والتمحيص والتدقيق، فإن كان المصطلح صحيحًا سكت عنه، وإن بدا فيه مآخذ، أمسك به وجهر برأيه فيه. وعليه، لو قام كل لساني عربي في هذا التخصص – علم المصطلح- بما قام به الأستاذ لجنبونا هذه الفوضى المصطلحية التي نتخبط فيها اليوم. بين هذا وذاك، يروم بحثنا هذا الإجابة عن مجموعة من التساؤلات نجملها في النقاط الآتية: ما هي الأسس والميكانزيمات والقواعد التي يستند إليها الأستاذ في وضع المصطلح اللّساني؟ هل كان موضوعيًا ودقيقًا في وضع المصطلحات اللّسانية وبعيدًا كل البعد عن التحيز والأحكام المسبقة؟ ما هي أهم الأسباب التي دفعته إلى التشبث بمصطلحات التراث اللُّغوي الأصيل؟ وهل كان متحجرًا منغلقًا على مصطلحات التراث اللُّغوي العربي أو منفتحًا أيضًا على المصطلحات اللّسانية الغربية الحديثة؟ ما الموقف الذي أبداه الأستاذ من اللّسانيين العرب المشارقة والمغاربة في وضعهم للمصطلحات اللّسانية العربيَّة ؟ وما هي الحلول التي اقترحها للخروج من أزمة المصطلح اللّساني؟. تلكم أهم التَّساؤلات التي نسعى للإجابة عنها في هذا البحث معتمدين في ذلك على المنهج الوصفي التحليلي الأنسب لمثل هذه الدّراسة.
المصطلح اللساني - الإشكالية -الدراسات اللسانية - الترجمة.