Passerelles
Volume 1, Numéro 1, Pages 71-81
2012-10-01
الكاتب : عصام طوالبي الثعالبي .
في الوقت الذي توصف فيه الثقافة الإسلامية غالبا بالنموذج الاستبدادي المعادي كليا لمبادئ الديمقراطية عامة والتعددية الثقافية والدينية خاصة، يساهم -للأسف الشديد - تطرف بعض مفكري الإسلام في تغذية الأفكار المسبقة التي يحملها الجمهور الغربي إزاء الثقافة الإسلامية. ألم تجعل أغلب التيارات المتطرف من نقد الديمقراطية ومبدأ التعددية الدينية ركيزة بنيانها السياسي والعقائدي؟ ولله الحمد والمنة أن لم يجتمع علماء الإسلام على إنكار القيم الإنسانية الحديثة. بل ونستطيع اعتبار المدرسة الإصلاحية التي ظهرت في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد، متغذية من اجتهادات فقهاء القرن الثالث عشر للميلاد، خاصة منهم القاضي ابن رشد الحفيد والظاهري و ابن عربي الصوفي، بمثابة المؤسس الحقيقي لثقافة حوار الأديان في الوقت الراهن. مع رجال أمثال الأمير عبد القادر، الأفغاني جمال الدين، أو المصري محمد عبده، يبدو أن أنصار المدرسة الإصلاحية قد تمكنوا من اقتباس الحجج الشرعية اللازمة لبناء مجتمع متعدد الديانات في بلد الإسلام، ألا تشكل إذن إعادة اكتشاف مؤلفات وأفكار المدرسة الإصلاحية مخرجا للإنغلاق الذي يتواجد فيه الفكر الإسلامي، بل وتشكل حلا وسطا للجمع بين الأصالة والمعاصرة في المجتمعات الإسلامية؟
الإصلاحية - الإسلامي - الشريعة - القرآن - المدينة
سليمة بولطيف
.
ص 199-211.