مجلة سيميائيات
Volume 16, Numéro 2, Pages 232-253
2020-09-01
الكاتب : الطاهر الجزيري .
تقوم قيامة الحوار في الرواية، بعد إنتاجه، عندما يُحيَّنُ. ويبدأ فعل التحيين عندما تبدأ القراءة، إذ يتحول الحوار من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل؛ وليس وجوده ذلك ممكنا إلا في ذهن القارئ عندما تتجابه الشخصيات على وجه التخييل، فتتبادل الكلام والأفكار، والعواطف، والتطلعات. وفي رواية "القيامة الآن" لإبراهيم الدرغوثي، ذلك النصّ الموغل في التجريب الملوح للماورائي، المتهافت على الواقعي المتداخل في الزمن، يتخذ فيه التحيين طابعا مميزا ويؤدي دوره بامتياز، فيظهر المشاركون وهم ينجزون بأفعال اللغة والقول مقاصدهم في مقامات تلفظ متنافرة، يلتفت من خلالها الكاتب مرة إلى الوراء ومرتين إلى الأمام، ويكشف عبر أليات سردية وتداولية عن تواطؤ ضمني بين المؤلف وشخصياته ضمن ميثاق سردي عام، بغية إيصال مضامين ودلالات عميقة نهضت بها المتواليات الحوارية تعبيرا عن محنة الإنسان بين بني جلدته، وغربة البشر في سجنهم الكبير فوق هذه البسيطة. لقد مثلت قراءة الحوار تداوليا عاملا مساعدا على تفعيل آليات التحيين، ولكن أمام طغيان السرد وهيمنته على الحوار والتبادلات ببترها، أو قطعها، أو نقلها بأساليب الراوي، يصبح الحديث عن تحيين من درجة أخرى أمرا ممكنا، إذ فيه لعبة قارئ النص وتأويل الفجوات والفضاءات البيضاء.
التحيين; الحوار; الزمن; الرواية; التداولية; القراءة; القيامة; درغوثي
مرين محمد عبد الله
.
تحريشي محمد
.
ص 138-161.
آجقو سامية
.
ص 440-450.
مزروع نزيهة
.
مباركي جمال
.
ص 1050-1065.
نزيهة الخليفي
.
ص 149-160.