مجلة البحوث القانونية و السياسية
Volume 2, Numéro 9, Pages 95-116
2017-12-05
الكاتب : علي العطري .
إن التحول في مضمون السياسة الخارجية الصينية منذ سنة 1978، وانتقالها من دولة ذات خلفيات سياسية واقتصادية ماركسية، إلى دولة أكثر تركيزا على تحقيق المصالح الاقتصادية، أدى بها إلى اعتماد سياسة جديدة تجاه الدول الإفريقية. فلم تعد الصين تولي للاعتبارات الإيديولوجية في سياستها الخارجية تجاه هذه القارة أهمية كبرى، وعوضت ذلك بنزعة أكثر براغماتية قائمة على تحقيق المصالح الاقتصادية للصين أولا، والدول الإفريقية ثانيا، وفق مقاربة الرابح-رابح التي تنتهجها الصين في تعاملها مع هذه الدول. اعتمدت الصين في علاقاتها مع دول القارة الإفريقية أسلوب القوة الناعمة، مستفيدة من نفور هذه الدول من تعامل الدول الغربية (أوربا والولايات المتحدة الأمريكية) معها وفرضها لسياسات تدخلية مرتبطة بالاستثمارات والمساعدات الاقتصادية التي تمنحها. وأيضا فرضها لعقوبات اقتصادية للعديد من الأنظمة الإفريقية. هذا الوضع خدم المصالح الصينية ومنحها جاذبية لدى الدول الإفريقية لمجموعة عوامل أهمها أن الصين ليس لها تاريخ استعماري مع دول القارة الإفريقية، كما أنها نموذج لدولة نامية نجحت في تحقيق التنمية والنمو الاقتصادي. بالإضافة إلى منحها للمساعدات والاستثمارات دون شروط سياسية معتمدة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى في سياستها الخارجية. كما قامت الصين بدعم-سياسيا واقتصاديا- الكثير من الأنظمة الإفريقية التي عرفت عقوبات اقتصادية غربية مثل السودان، نتيجة لتركيزها على تحقيق المصلحة الاقتصادية دون الاعتبارات الأخرى.
التحول في السياسة الخارجية الصينية- القوة الناعمة في إفريقيا-مبدأ عدم التدخل-مقاربة رابح/رابح.
حشاني فاطمة الزهراء
.
حكيمي توفيق
.
ص 775-797.
طارق بوكعباش
.
ص 161-172.