الإحياء
Volume 20, Numéro 2, Pages 677-706
2020-06-30
الكاتب : علاق لامية . رداد عبد الرحمن .
تعد التربية اليوم صناعة ثقيلة تشترك وتتكامل عدة مؤسسات اجتماعية لأدائها، وقد كانت التربية و لا زالت أهم الوظائف التي تأنس بها الإنسان، وفضلا عن ذلك فهي تعتبر من جهة وسيلة فعالة لحفظ الاستقرار المجتمعي كما تعد من جهة ثانية من أهم المداخل لتحقيق التغيير الاجتماعي، ولقد اتخذت الحركة الإصلاحية بقيادة العلامة عبد الحميد بن باديس من الفعل التربوي وسيلة لتحقيق التغيير الاجتماعي، غير أن هذا الجهد التربوي ما كان لينجح في تحقيق تلك اليقظة الاجتماعية لو لم يتخذ منحى تجديديا في المحتوى والمضامين والطرائق، فالتربية التي لا تجديد فيها لا تعدو آن تكون وسيلة لاعادة انتاج النمط السائد، وتغلق على نفسها في حلقة مفرغة سمتها التكرار والانخراط في تكريس العطالة التاريخية، فالمقاربة الاجتماعية للتربية عند ابن باديس هي مقاربة تجديدية، تستمد نفسها التجديدي من عدة مصادر منها ما يتعلق بمصادر التكوين في شخصية ابن باديس، ومنها ما يتعلق بمعطيات الواقع الاجتماعي الموضوعي، وقد تجلت أبعاد هذه المقاربة التجديدية في التربية في عناصر كثيرة منها ما يتعلق بالفلسفة ومنها ما يتعلق بالمحتوى ومنها مايتعلق بالمنهج، يحيث يمكن القول ان الحركة التي اعتاد بعض خصومها وصفها بانها مجرد حركة الإصلاحية هي أيضا حركة تجديدية بأتم معنى الكلمة.
التربية ; ابن باديس ; المقاربة الاجتماعية ; التغيير الاجتماعي ; التجديد