دفاتر البحوث العلمية
Volume 4, Numéro 1, Pages 102-118
2016-06-17
الكاتب : توفيق بوقاعدة .
تبلور مفهوم الديمقراطية التوافقية (Consensus democracy) منذ عقود كنموذج بديل للديمقراطية التمثيلية، التي لم تحقق أهدافها في معالجة بعض المشكلات والأزمات التي تعاني منها المجتمعات التي تتسم بقدر كبير من التعدد ، الانقسام واللاتجانس المجتمعي ، وميزة الديمقراطية التوافقية هو عدم الاكتفاء بالأغلبية كمعيار وحيد للحكم ، بل بإضافة معيار آخر هو التوافق الذي يتضمن إشراك جميع مكونات المجتمع في إدارة البلاد بما يضمن لكل طرف حقوقه وخصوصياته، وبذلك فالديمقراطية التوافقية تمثل رؤية مستحدثة نابعة من جوهر الديمقراطية التمثيلية ، وليس نقيض لها كما يروج البعض .لكن بشرط أن تتوفر الشروط الكافية لنجاحها والتي من أهمها وجود القدر الكافي من التعاون بين النخب الممثلة لقطاعات المجتمع المتعدد ، وقدرتهم على حشد وتهدئة أفراد الجماعات وقت الحاجة. فالديمقراطية التوافقية تعني النظام الذي تتعدد فيه مصادر السلطة،ويكون قادرا على تقليص العنف المدني وترشيد إمكانية اللجوء أليه. وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة للديمقراطية التوافقية واليات عمل مؤسساتها التي اجتهد المفكر الهولندي " ارنت ليبهارت" في رسم معالم بعضها، ألا أنها تفرض نفسها في الزمن الراهن كبديل حقيقي للديمقراطية التمثيلية القائمة على مبدأ الأكثرية،خاصة مع تنامي النزاعات الطائفية والمذهبية في كثير من دول العالم التي باتت مهددة بالتفكك والانقسام، ومنها دول من المنطقة العربية.
الديمقراطية ، التوافقية، أبعاد
ساعد رشيد
.
ص 1730-1747.