التراث
Volume 7, Numéro 1, Pages 9-18
2017-03-15

لسانيات التراث في ضوء الدرس الحديث

الكاتب : بايزيد جاب الله .

الملخص

يستهدف الباحثون من خلال الاتجاه التأصيلي إلى دراسة الفكر اللغوي العربي القديم من حيث أته تصورات و مفاهيم وطرق تحليل في ضوء النظريات اللسانية الحديثة، وذلك سعيا إلى التوفيق بين مضامين التراث اللغوي العرب، وما تقدمه اللسانيات الحديثة من نظريات. وينتهج أصحاب هذا الاتجاه في سعيهم لتأصيل جوانب من نظرية النحو العربي منهجا تقابليا. هذا المنهج الذي " كان من بين المناهج التي اصطنعها النحاة العرب المحدثون في نطاق البحث على أساس التحليل التقابلي (Contrastive Analysis)، وهو اتجاه آبي (Synchronic) يقوم على دراسة الفروق بين لغتين أو لهجتين أو أكثر الاستخلاص مبادئ يمكن الاستناد إليها في ترجمة مشكلات تعليم اللغات وحلها، ولاسيما اللغات الأجنبية ".(2) وتسير الدراسات التقابلية في اتجاهين: ( الأول: اتجاه نظري يدرس الجانب المراد دراسته في لغة ما دراسة مستوفاة، دقيقة، متعمقة، ودراسة هذا الجانب من اللغة المقابلة بالقدر نفسه من الأهمية والدقة، ومن ثم إجراء دراسة تقابلية بين الجانبين، للتوصل بالتالي إلى مواطن تشابه أو تكافؤ أو تداخل فيما بينهما . والثاني: اجاه تطبيقي وظيفي يسعى إلى تيسير تعلم لغة ما بدراسة مستويات مختلفة منها دراسة ص وتية، أو صرفية، أو خوية، أو دلالية، مقابل دراسة مشابهة من لغة أخرى مقصودة وبيان ما يمكن أن تتضمنه واحدة لتسهيل تعليم الأخرى، والإفادة من العادات اللغوية في كل لغة من هاتين اللغتين، والتغلب على الصعوبات التي قد تكتنف مسيرتها النظرية، أو التطبيقية . وكان للدراسات التقابلية في النحو نصيب من الدراسات التي تمت على أساس هذا المنهج فتم به الكشف عن مدى التقارب، أو التباعد بين النحو العربي وأنحاء أخرى. ومن أولئك الباحثين الذين خبروا هذا الاتجاه بإقامة التقابل بين أنظار، أو اتجاهات في النحو العربي، وأنظار، أو اتجاهات في النحو الغربي عبد الرحمن الحاج صالح في كتابه (المدرسة الحليلية الحديثة) الذي راح يبحث في الماضي والحاضر ليتخذ من الماضي دليلا على أصالة النحو العربي، ومن الحاضر دليلا على تلاقي أنظار النحو العربي مع أنظار المدرسة التحويلية التوليدية. (2) و نماد الموسى الذي وضع في هذا المجال كتابه (نظرية النحو العربي في ضوء مناهج النظر اللغوي الحديث)، وفيه تحير مناهج وأصولا وأنظارا، وأمثلة من النحو العربي، وقابلها بمشا با قا في نظريات لغوية غربية حديثة، كالبنيوية، والتحويلية التوليدية، والوظيفية. كما برز هذا الاتجاه في أعمال عبد القادر المهيري، وخاصة كتابه الموسوم ہے (نظرات في الترات) حيث حاول المقابلة بين جوانب من نظرية النحو العربي، وجوانب من المنهج التحويلي التوليدي. كما تلى ذلك في بعض أعمال ماد الموسى، ولاسيما كتابه (التفكير اللساني في الحضارة العربية)، وعند حسام البهنساوي .

الكلمات المفتاحية

التراث، التعامل، الماضي، الدروس، الأصالة.