التراث
Volume 5, Numéro 4, Pages 279-289
2015-12-15
الكاتب : بن علية رابحي .
لقد استعمل الإنسان منذ فجر التاريخ أسلوب التضامن الاجتماعي لتفادي المخاطر، فنشأة الإنسان في مجتمع أرست لديه الشعور بالانتماء إلى أفراده ، إلا أنه بظهور النظام الرأسمالي ودخول الإنسان عصر الصناعة اتجهت وحدة المجتمع نحو التفكك، فقد كان من آثار الانفتاح التجاري الذي عرفه الإنسان في تلك الحقبة تجمع الثروة بيد الأفراد وتزايد المبادرة الاقتصادية ، و هذا ما أدى إلى شعور الإنسان بالاستقلالية والانفصال عن الآخرين مما نتج عنه تقطيع أواصر التضامن الاجتماعي 1، كما كان لحرية المبادرة في ظل الثورة الصناعية أثر على تزايد المخاطر التي يتعرض لها الفرد ، والتي أصبحت تمثل مشكلة قانونية عجزت قواعد المسؤولية المدنية عن إيجاد حلول لها. وعليه فقد حظيت هذه المشكلة القانونية باهتمام المجتمع في دول مختلفة، تجسد حلها في إقامة نظم قانونية الحماية المواطنين من الأخطار التي قددهم، خصوصا مع ظهور فلسفات اجتماعية تدعو إلى التضامن الاجتماعي 2، وتزامنا مع تطور وظيفة الدولة التي أصبحت تتدخل في الشؤون الاجتماعية لأفرادها عن طريق سن تشريعات تساير هذه الظروف، وتجمع بينها عوامل مشتركة تدل على ظهور نظام تعویض جديد إلى جانب نظام المسؤولية المدنية 3 هدفه الأساسي إقامة التضامن الاجتماعي ما بين الأفراد.
المجتمع، التعويض، الدولة، الأضرار الجسمانية.
زيتوني طارق
.
ص 354-372.
مشري راضية
.
بوخميس سهيلة
.
ص 161-177.