التراث
Volume 5, Numéro 4, Pages 72-80
2015-12-15
الكاتب : نوال حمادوش .
لا يختلف اثنان في كون المرأة كجندر في إطار المجتمعات التقليدية عموما، وقبل ظهور الوعي العصري بالهوية، لعبت دورا فاعلا في إنتاج وإعادة إنتاج الثقافة المحلية بالحفاظ على التقاليد في الحياة اليومية:| ذلك ليس إلا من خلال : اعتنائها بشؤون الأسرة وتربية الأطفال والمشاركة النشيطة في الحياة الاقتصادية المرتبطة بالزراعة وتربية المواشي والإبداع الحرفي لتوفير حاجيات الاقتصاد المعاشي، وما يصاحب كل ذلك من تنوع سبل التعبير الاجتماعي، الثقافي والفني عن مشاغل الجماعة وخوالج النفس وإبراز الذات الجماعية والفردية بتهيئة طقوس الانتقال والمناسبات العامة وبإبداع أشكال التزيين وبقرض الشعر والمشاركة في حفلات الرقص والغناء الجماعي، الشيء الذي يؤدي باختصار، بصورة أو بأخرى لما يسمى بالتشكيل القاعدي للهوية. وعليه فما يتبادر إلى الذهن في أول وهلة، ونحن نتحدث عن مساهمة المرأة في مجال الحفاظ على التراث ومن ثم على الذاكرة و الهوية ، باتخاذ المرأة الجزائرية الأمازيغية نموذجا، دورها- حتى و إن كان ذلك بدون وعي و تخطيط - في الحفاظ على اللغة الأصلية و مساعدة هذه الأخيرة على مقاومة كلا من الانقراض و الاندثار لصالح لغات أخرى، و استثمارها في ميزات عديدة، كالشفهية السهولة و عدم التعقيد و عدم الخضوع للتقنين الكتابي؛ منتهزة مكانتها كأم و ربة بيت بخيث لا يمكن التحاور معها إلا باللغة التي هي تتقنها.| و من ثم فإن كانت اللغة الأمازيغية و ما يتمخض عنها اليوم من لهجات، صامدة أمام جل التغيرات التي عايشتها و لا تزال تعایشها و حاضرة في القرن الواحد و العشرين؛ حتى وإن هي و على عكس الكثير من اللغات المحظوظة لم تكن و لحقب تاريخية طويلة محل وقاية لا رسمية و لا كتابية و لا بيداغوجية ولا أكاديمية، فهي في ذلك مدينة للأم أكثر من سواها من غيرها الفاعلين الاجتماعيين. الا لشيء سوى لاعتماد هذه الأم على تمليك لغة السلف للخلف بصورة عفوية، استنادا طبعا لتقوية تدريجية لبنیات و مستويات الكفاءة التي يسمح إجراؤها استيعاب و تشرب قواعد مبسطة لاشتغالها.
المرأة، الأمازيغ، الجزائر، الهوية، التراث، المجتمع.
بارك فتيحة
.
ص 721-737.
مودر الجوهر
.
ص 186-210.
جيلالي بوبكر
.
ص 68-84.
بن رمضان فيروز
.
ص 91-100.