مجلة سيميائيات
Volume 16, Numéro 1, Pages 104-123
2020-03-23
الكاتب : عادل بوحوت .
تروم هذه المقالة وضع اليد على بعض الإشكالات النظرية التي تفرض نفسها على نقد النقد بما هو خطاب يتوسل بالآلية الإبستيمولوجية لمقاربة الخطاب النقدي والكشف عن خلفياته النظرية والمنهجية وقياس مدى تماسكه على مستوى أهدافه وفرضياته وعملياته الاستدلالية. ولعل من أبرز هذه الإشكالات -فضلا عما وسمناه بـ بالتخبط المصطلحي- التباس مجال اشتغاله أي النقد الأدبي وتموقعه في منطقة الما بين بين البصيرة والعماء، وهو ما يدعو في نظرنا إلى ضرورة تجاوز الصرامة العلمية التي دعا إليها عدد من المنظرين لنقد النقد سواء في تصورهم لطبيعة المهام المنوطة بناقد النقد أو في صياغتهم للمقترحات المنهجية القابلة للتحقق في الممارسة الميتا-نقدية، ومن هنا فإن تطعيم الآلية الإبستيمولوجية برؤية أنطولوجية هرمينوطيقية هو السبيل الأنجع في تصورنا للإحاطة بالخطاب النقدي وضبط انفلاتاته النابعة أساسا من طبيعته الماورائية. إشكال آخر ذو طابع منهجي يواجه المقبل ناقد النقد يتمثل في كون المقترحات المنهجية القائمة تجعل من نقد النقد ممارسة منصبة على عمل فردي مقابل إهمال واضح للتكامل الذي يطبع بعض الأعمال المنتسبة إلى ناقد بعينه في إطار مشروع نقدي يتسم بالنسقية والتراكب.. إنّ هذا الإهمال وما يمكن أن يترتب عنه من انتقائية واعتساف منهجي وتسرع في إصدار الأحكام... كل ذلك دعانا إلى صياغة مقترح منهجي يستفيد من المقترحات المنهجية القائمة ويعمل على تكييفها لتكون مسعفة لنا وللباحثين في التناول الشمولي للمشاريع النقدية.
نقد النقد، المشروع النقدي، الهرمينوطيقا، الإبستيمولوجيا، العماء