التراث
Volume 2, Numéro 4, Pages 153-159
2012-12-15

قوة التسامح قراءة جديدة من منظور سیکولوجي

الكاتب : أسماء خويلد .

الملخص

هل يمكن أن يكون التسامح قوة ؟ قد تبدو هذه المعلومة غريبة بعض الشيء، بل و مستهجنة عند البعض ، لكن الحقيقة هي أن التسامح يحررنا من قيود الماضي و يمنحنا القوة من الناحية النفسية ، كيف ذلك؟ أثبتت الدراسات الحديثة أن التسامح أو عدمه يؤثران في مرض القلب الوعائي و في السكتات الدماغية و في الصحة العقلية بإحداث تغييرات فيما يدعی : عبء اختلاف الاستتباب في التوازن الحيوي ، و هذا العبء يشير إلى جملة استجابات الجسم الطبيعية إزاء العوامل الكارية ، حين يهددنا أمر أو نشعر أننا غاضبون و عدائيون ترتكس أجسامنا بأن تنتج استجابات لمكافحة الكرب في الجهاز العصبي وفي جهاز الغدد ، نصبح ناشطين ممتلئين بالطاقة و مستعدين للعراك ، و هذا رد فعل جيد في المراحل الأولية ، ومع ذلك حين تستمر ردود الأفعال هذه مع الوقت يصبح العبء منهكا و يبدأ الجسم بالتداعي ، و هذه العملية معروفة باسم : تناذر التكيف العام ، و تتضمن ثلاث مراحل هي : المرحلة الأولى: يكون رد فعل إنذار مبدئي يحذر الجسم و يرفع طاقته تلقاء الأمر الكارب المرحلة الثانية : هناك التطور المستمر للمقاومة الفعالة الناجحة تلقاء الأمر الكارب و تدعى التكيف المرحلة الثالثة : إذا استمر التهيج الجسمي و كان هناك إخفاق في حل المشكلة يحدث الاستنزاف و في هذه المرحلة قد يعاني الفرد من أمراض عديدة مثل : ارتفاع الضغط الدموي ، الارتكاس القلبی الوعائي ... الخ (موارد کاسینوف، ريمون شيب تافرات، 2006، ص 342). أما من الناحية النفسية فقد يكون للغضب و عدم التسامح أثار وخيمة ، ذلك أن الفرد الذي لا يمكنه التسامح قد يكون فريسة سهلة للوقوع في دوامة القلق الدائم و عرضة للإصابة بأمراض نفسية مختلفة

الكلمات المفتاحية

التسامح، السيكولوجيا، المقاومة، الوعي.