اللّغة العربية
Volume 13, Numéro 2, Pages 205-220
2011-10-01
الكاتب : عبد القادر شاكر .
الخطابة والخطبة والخطاب، وهي الكلام المنثور المسجوع أو المزدوج أو المرسل الذي يكون القصد منه التأثير، والإقناع. والخطابة تعد مظهرا من مظاهر التحضر الاجتماعي الراقي، وهي لاتخص أمة معينة ، فكل مجتمع له خطابته وخطباؤه. ظهرت الخطابة كعلم له أصوله وقواعده وقوانينه في أثيما عند المجتمع اليوناني، وبلغت أوج قمتها من حيث التأسيس والتنظير عند الفيلسوف أرسطو384-322ق.م، الذي يرجع إليه الفضل في تحديد أنواع الخطابة إلى ثلاثة أنواع: 1- القضائية، 2- والاستدلالية، 3- والشورية. ولكل نوع من هذه الأنواع خصائصها وأهدافها. وتعتمد الخطابة على عنصر التأثير والإقناع مع مطابقة الحال. كما اشترط المنظرون لهذا الفن شروطا في الخطبة وأخرى في الخطيب وفي المتلقي. وعرف العرب الخطابة منذ الجاهلية، وعند ما جاء الإسلام تنوعت أغراضها وتعددت أنواعها، بسبب الدين الجديد الذي أمدّها بألفاظ جديدة، ومعاني كثيرة وخيال واسع، وازدادت توسعا منذ العصر الأموي وبعده لعوامل كثيرة ، فحافظت على بعض الخصائص المقبولة ، وتخلت عن مالا يتناسب والإسلام ، كما اتسمت الخطابة الإسلامية بأسلوب القرآن الكريم وفصاحة لغته ، مع توسع القاموس اللغوي الخطابي للخطيب، ومهما يكن فإن الخطابة على الرغم من قدم تاريخها فإنها مازالت قائمة تؤدي وظيفتها التبليغية التي أنشئت من أجلها في كلّ المجتمعات، فلايمكن الاستغناء عنها في كافة مجالات الحياة. نتناول في هذا المقال جنسا من الأجناس الأدبية الفنية القديمة التي بقيت آثارا شاهدا على الأمم المتحضرة ، التي سجّلت مآثرها من خلال تراثها الفكري والأدبي ، ومن بين هذه الآثار الخِطابة وما لها من قيم تربوية واجتماعية وخلقية نبيلة ، زيادة على ما تتميّز به من جمال وصنعة في بنائها من حيث كونها إحدى الأجناس الأدبية .
الخطابة؛ العرب؛ اليونان؛ التاريخ
عـزوز قـربوع
.
ص 352-365.