الحوار الثقافي
Volume 2, Numéro 2, Pages 36-44
2013-09-21
الكاتب : محمد بن حليمة .
لا يمكن الحديث عن الدكتور محمد أركون دون التحدث عن العمليات المتتالية التي يتبعها أو ينتهجها والتي تهدف في الأول والأخير إلى القيام بعملية نقدية لا تعترف بأي حد من الحدود المعروفة أو المتعارف عليها في تراث البحث العلمي الكلاسيكي سوى حد العلم والعقل . إذ يجعل من استعمال المفاهيم العلمية والسوسيولوجية والتاريخية وحتى الألسنية الأدوات المنهجية التي يحاول من خلالها القيام بقطيعة إبستيمولوجية ينتقل فيها من دراسة الأديان كل الأديان وليس الدين الإسلامي فقط من الواقع الاجتماعي المعاش الذي يعرفه الشخص البسيط والمتمكن من الفقه في الدين وغيرهم ... إلى واقع سوسيولوجي لا يضع اعتبارات شخصية أو ذاتية أو حتى إيديولوجية للمواقف أو الآراء أو الأحداث والظواهر التي يحاول دراستها . هذه الدراسة أو هذا النقد العلمي ، حاول من خلاله محمد أركون تناول العقل الإسلامي " ليشمل بعد ذلك العقل الديني عموماً، مبتدئة بالنسق المعرفي الإبستيمولوجي منتهية إلى الشق السياسي ، ولا يكتفي البحث بالعرض والوصف ، بل كذلك يحلل وينتقد في إطار احترام حقائق الأشياء كما هي ". (2) وفي هذه العجالة سوف نحاول تقديم فكر محمد أركون في مجال الممارسة النقدية ، أو الكيفية التي يقدم بها أركون نقد الدين الإسلامي ، وبالتالي فنحن نحاول القيام بقراءة بسيطة يتم من خلالها تبسيط بعض المفاهيم التي استعملها الدكتور في دراسته أو في مشروعه الفكري الكبير ( الإسلاميات التطبيقية ) . إنها محاولة للإجابة على العديد من التساؤلات، حيث اخترنا الكثير من العنوانين بنفس الصيَّغ التي ظهرت في الآونة الأخيرة في العديد من الندوات والملتقيات، وحتى في الجرائد والمجلات . ولعل من أبرز هذه التساؤلات نذكر على سبيل الحصر : كيف تتم الممارسة النقدية عند محمد أركون ؟ كيف انتقد أركون العقل الإسلامي ؟ ما هي الممارسة النقدية للدين الإسلامي ؟ كيف تستطيع هذه العملية من تحقيق الوثبة التي يسعى إليها المسلمين ؟ وغيرها من التساؤلات ذات الصلة بهذا الموضوع .
الممارسة النقدية محمد أركون
محمد بن حليمة
.
ص 107-126.
نبيل حليلو
.
طارق مخنان
.
ص 69-82.