مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 12, Numéro 2, Pages 599-634
2019-12-20
الكاتب : جراح وهيبة .
السّخرية هي الوجه الأكثر فاعلية في نقد الظلم والقهر والقمع في شتى صوره، وإبراز وجه المفارقة والتناقض فيما يجب أن يكون، وما هو سائد فعلاً على مستوى الواقع، وقد حفلت نصوص "الوهراني" بهذا البعد الإنساني والروحي للفكاهة في كثير من الأعمال التي استلهمت الروح المشرقية(العربية) في التعبير عن تأزمات الواقع وتناقضاته ومفارقات الحياة في شتى صورها. وأما الوهراني، فتطال إبداعاته السّردية جميعها نزعة المفارقة السّاخرة، وتجسيد روح المثاقفة في بعدها الكاشف عن نزعة نقد الواقع المأزوم، إذ يحاول مثلاً في منامه الكبير أن يعبر عن مفاهيم حالة الإنسان والطبيعة والحياة، بكل ما تحمله من مفارقات وغرائبية، ومداخلات هزلية، بما لها من طابع التأمل والرؤى الفلسفية الكاشفة وهو يستخدمها كثيرا في معظم إبداعاته ليدين بها الواقع، من خلال شخصيات نمطية وغير نمطية، يستخدمها لتجسيد هذا الواقع والتعبير عنه، ويعري من خلاله منطقه الخاص، ثم ينطلق في سخرية لاذعة يحيل فيها الموقف إلى درجة عالية من الفكاهة والسّخرية المُرة، على الوضع والمنطق والأحوال. كما أنه يلجأ أحيانا إلى السّخرية السّوداء التي تضحكنا، وفى نفس الوقت تبكينا، أو تطل من داخلها رؤوس مأساوية طاحنة، أشبه بمرجل يغلي بقوة، وسرعان ما يخرج منه بخار السخرية المرة قويا قبل أن ينفجر المرجل فى وجوه من تسببوا فى هذا الغليان. يتحدث المقال عن السّخرية باعتبارها موجِّها للحكي، وذلك بمحاولة استكشاف مكونات النَّسق الحكائي كالاستهلال وعلاقته بالمتن، بتبيان الاستهلال وخصوصيته مع الإشارة إلى العلاقة بين الفاتحة والمتن والخاتمة، مركزين على الآليات الَّتي تخص النَّص، باعتباره نصًا يملك خصوصيته في السّرد.
السّخرية وفعل توجيه الحكي؛مكونات النسق الحكائي؛ علاقة الاستهلال بالمتن؛ خصوصية الإشارة بين الفاتحة والخاتمة..
محمد زيوش
.
ص 193-205.
عثامنية أحلام
.
ص 1379-1396.