مجلة علوم وتقنيات النشاط البدني الرياضي
Volume 10, Numéro 2, Pages 137-175
2019-12-25
الكاتب : ابراهيم الفقيه مستور بن على .
تزايد الاهتمام العالمي في الآونة الحديثة بعلم التدريب الرياضي الذي يهتم بتحسين وتطوير الأداء الرياضي Athletic Performance لتحقيق الإنجازات الرياضية في مختلفالمراحل السنية،وللتدريب الرياضي الحديث دوراً هاماً فى حياة الفرد الرياضى، حيث أنه عملية تربوية مخططة ومبنية على أسس علمية سليمة تعمل على الوصول بالفرد الرياضى إلى الشكل الأمثل فى الأداء، وما يترتب على ذلك من تحقيق الهدف من عملية التدريب الرياضى وهو الوصول بالفرد إلى أعلى مستوى ممكن، حيث يتطلب ذلك من المدرب أن يقوم بالتخطيط والتنظيم وفق قدرات لاعبيه البدنية والفنية والذهنية فى إطار موحد للوصول بهم إلى أعلى مستوى فى الأداء خاصة أثناء المباريات. وإن التطور العلمي لأساليب التدريب يعتبر هدفاً تسعي إليه دول العالم لتقديم معارفه ومفاهيمه بصورة مبسطة لمدربيها بهدف الإعداد والتنمية لرياضيها لبلوغ المستويات العليا وقد حدث بالفعل تحسن واضح في مستوي فرق كرة القدم على المستوي العالمي بصفة عامة الأمر الذي يتعين معه الأخذ بالسبل العلمية في مجال التدريب لمواجهة هذا التطور. (8: 13) ويساعد استخدام طرق وأساليب التدريب المناسبة علىالارتقاءبالأداءات الحركية ومكونات اللياقة البدنية الخاصة للناشئين في كرة القدم من خلال وضع برامج تعليمية وتدريبية مقننة وعلى أسس علمية والابتعاد عن الاساليب التقليدية في طرق التدريب وضرورة استمرارية العمل كلما تدرج الناشئ من مرحلة سنية الى مرحلة سنية أكبر . حيث يوضح مفتي إبراهيم (2000م)، اناسلوب التدريب باستخدام المقاومات المختلفة المبني علي أسس علمية يؤدي إلى رفع اللياقة البدنية والعضلية والحركية بصورة خاصة , كما يساعد على الوقاية من الإصابات . (22 : 20 -21) ويري مارك ايفانزMark Evans(1997م) أن تدريب المقاومة استخدم منذ حوالي قرن في برامج اللياقة من قبل المتخصصين في إعادة التأهيل لمساعدة المتدربين لاستعادة القوة بعد الإصابة وحديثا حصلت المقاومة علي شعبية كبيرة في مجال اللياقة البدنية والتدريبات الخاصة وتحسين الأداء الرياضي.( 28: 1 ) و يريسكوت روبيرت ، وبين ويدر Scott Roberts & Ben Weider (1994م) أن التدريب بالمقاومات تساعد علي تنمية الجوانب المختلفة للاعبين خلال فترة الإعداد للاعبينالموسم التدريبيوقد أثبتت الدراسات والمراجع العلمية المختلفة وجود تحسن فى مستوى اللياقة البدنية للاعبين بإتباع الخطوات والتعليمات الصحيحة الخاصة ببرامج تدريب المقاومات.( 29: 43 ) و يتفق كلاً من عادل عبد البصير، وإيهاب عبد البصير (2004م), وعصام الدين عبد الخالق (2005م) على أن إستخدام المقاومات لها دور عام فى تنمية عناصر اللياقة البدنية المختلفةبصفة عامة والمهارات الحركية بصورة خاصة. (11 : 42- 46) (13: 129- 132) إن تقدم المستويات الرياضية يعتمد على عدة عوامل منها الارتقاء بالمستوي الوظيفي لأجهزة الجسم الرياضي ويتأتى ذلك عن طريق تطوير طرق وأساليب التدريب التي تهدف إلى تحسين النتائج والوصول إلى أعلي مستويات الإنجاز حيث تلعب طرق التدريب دورها الهام نحو تحقيق هذا الهدف . وأن واحد من أهم مزايا تدريبات المقاومة هو تنوعها وكثرة اساليبها، حيث يشير عصام الدين عبد الخالق(2005م)، أن توفر نوع من المقاومة والذي يتدرج من مقاومة قليلة او معدومة ثم تبدا في الزيادة والصعوبة ،وهذا يعني أن المقاومة هنا ترتبط بمنحني القوة التصاعدي حيث يمكن للشخص أن يستمر في زيادة القوة المتولدة خلال كل مدي للحركة، وأن المقاومة تتضمن مكونات مركزية ولا مركزية للتكرار، ولكن لضمان حدوث ذلك بشكل مثالي خلال مدي الحركة الكامل يجب إعداد المقاومة بشكل سليم حتي يتم الاستفادة بها لرفع مستوي الانجاز الرياضي في كرة القدم.( 13 : 26 ). ويرىحسن أبو عبده (2004م)، أن القدرات البدنية الخاصة تشكل عاملا هاماً وأساسياً لرفع مستوي الانجاز الرياضيفي كرة القدم ، حيث أن القدرات البدنية تهدف إلى تحديد عناصر بدنية معينة تلعب دوراً بارزاً في إتقان اللاعب للمهارات الأساسية، وكرة القدم كأحد الأنشطة الرياضية الجماعية تعد من الرياضات التكنيكية التي تحتوي على عدد كبير من المهارات الحركية التي تحتاج لقدر كبير من الإمكانيات والقدرات البدنية ككل تتم بأسلوب جيد وأداء فني سليم . (6 : 37 ) كـما يتفـق محمـد علاوي (1994م)،ومـارك إيفانـسmarc Evance(1997م)، على أن تنمية القدرات البدنية الخاصة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنمية المهارات الحركية الأساسية وأنه لا يستطيع الفرد الرياضي إتقان المهارات الحركية الأساسية لنوع انشاط الذي يتخصص منه في حالة افتقاده للقدرات البدنية الضرورية لهذا النشاط ، ويضيف بأن الطابع المميز للمهارات الحركية الأساسية للنشاط التخصصي هو الذي يحدد القدرات البدنية الضرورية التي يجب تنميتها وتطويرها للوصول إلي أعلى مستوى للإنجازممكن في هذا النشاط . (17 : 81 ) (27: 79 ) ويتفق حسن أبو عبده (2004م)مع محمـد كشك وأمر الله البساطى (2000م) ، على أن الإعداد المهارى يعد أحد الجوانب الأساسية الهامة لعملية التدريب فى كرة القدم، ويمثل مستوى إتقان الأداء المهارى أحد مؤشرات القدرة المهارية ومستوي الإنجاز للاعب، ويهدف الإعداد المهارى إلى تعليم المهارات الأساسية التى يستخدمها اللاعب خلال المباريات والمنافسات ومحاولة إتقانها وتثبيتها حتى يمكن تحقيق أعلى المستويات، ويتخذ المدرب فى تحقيق ذلك الهدف كل الإجراءات الضرورية والهادفة للوصول باللاعب إلى الدقة والإتقان والتكامل فى أداء جميع المهارات الأساسية للعبة بحيث يستطيع تأديتها بصورة ألية تحت ظروف المباراة وفى ظل إطار قانون لعبة كرة القدم .(18 : 16) ( 6 :127) ويوضح حسين أحمد، نادرشلبي (2003م) أن للهرمونات دور هام فى التأثير على نمو حجم العضلة حيث تلعب هرمونات النمو دوراً هاماً فى نمو العضلات وباقي أنسجة الجسم نتيجة أن هذا الهرمونات تساعد على تنبيه أوامر النمو، إلا أن هناك العديد من الهرمونات التي تؤثر فى النمو وأهمها هرمون النمو- التستوستيرون ، حيث أنها تثير نقل الأحماض الأمينية وتكوين البروتين وتمنع تحلله . ( 7 : 89 ) ويشيرفتحي عبد الرحمن (2000م)انه يجب تقنين النواحي الفسيولوجية والكيميائية التي ينتج عنها زيادة أو انخفاض مستوى الهرمونات عن حدها الطبيعي وذلك كرد فعل للحمل الخارجي المنظم الذى يؤديه اللاعب، حتى لا تحدث تأثيرات سلبية لهذا الحمل التدريبي، ويحدث التغيير الإيجابي على أجهزة الجسم الوظيفية نتيجة حدوث التكيف له. ( 14 : 2 ) ويري الباحثأن اعداد لاعب متكامل في لعبة كرة القدم يأتي من خلال وضع محتوى لبرنامج تدريبي مبني على اسسعلمية ومناسبلتحقيق الاهداف المرسومة، ولهذا فإن عملية التدريب في تطور مستمر باستخدام طرق واساليب متنوعة،والتي يمكن استغلالها بطريقة دقيقة ومنظمة ومنها التدريبات بالمقاومات متعددة الاشكال, والتي تسهم في تطوير مستوي الانجازللاعبي كرة القدم، والدراسة الحالية محاولة لاستخدام تدريبات مقاومة متعددة الاشكال والتعرف على تأثيرهاعلى بعض متغيرات مستوى الانجاز لناشئ كرة القدم تحت 16 سنة(المهارات الحركية - القدرات البدنية الخاصة- المتغيرات الكيميائية)، حيثاتضحمن خلال المتابعة للعديد من البطولات المحلية وجود قصور في مستوي الانجاز لدي ناشئ كرة القدم السعودية، حيث لاحظ الباحث من خلال عمله فى مجال تدريب كرة القدمالنقاط التالية :- - هناك بعض الناشئين لا يمتلكون القدر الكافي على أداء بعض المهارات المتنوعة. - بعض الناشئون لا يصلون إلى الإتقان الكامل لمراحل الاداءات المهارية. - معظم الناشئين لا يستطيعون أداء المهارات بطريقة اقتصادية في الجهد حيث يبذلون جهد زائد أكثر من المطلوب نتيجة لإشراك مجموعات عضلية غير مطلوبة. - افتقاد معظم البرامج التدريبية في مراحل تدريب الناشئين إلى التدريبات باستخدام المقاومات متعددة الاشكال. وقد يرجعالباحثذلك الي ان المدربين يستخدمون عدد كبير من التدريبات المساعدة والخاصة دون إدراك لأهميتها النسبية، بما يعني أن هناك العديد من التدريبات التي تكون ذو تأثير محدود في العملية التدريبية، وبالرغم من ذلك يتم استخدامها بشكل مفرط داخل الوحدات التدريبية، مما يؤدي إلى بذل كثير من الجهد وضياع كثير من الوقت في التدريب لاتجاهات ومسارات تدريبية لا فائدة منها وتعمل في اتجاه العمل العضلي العام وليس الخاص مما يؤثر في مخرجات مستوي الانجاز البدنية والمهارية، كما ان عدم الاعتماد علي القياسات البيوكيميائية المختلفة في تقنين الأحمال التدريبية يؤدي إلي انخفاض في مستوي بعض القدرات البدنية والمهارية باعتبارها المحك لتحديد المستوى،ولذلك يحاول الباحث استخدام تدريبات باستخدام مقاومة متعددة الاشكال ليزيد فاعلية التدريب بأقل جهد وأقصر وقت ممكن إلى جانب إدخال عامل التشويق والإثارة وتجنب الملل. كما تبين من خلال المسح المرجعيالذى قام به الباحث في حدود ما تم التوصل اليه، أن نسبة كبيرة من الأبحاث العلمية تناولت تدريباتالمقاومة بشكل منفرد وليس بأشكالمتعددة. وإيماناً من الباحث بأهمية قطاع الناشئين حيث يمثل النواة والأساس فى تنشئة الأجيال الرياضية، وإنطلاقاً من أن ناشئي كرة القدم اليوم هم مستقبل اللعبة وعماد المنتخبات القومية مستقبلاً، لذلك فالعناية بهم وتنشئتهم تنشئة سليمة يعنى الاطمئنان على مستقبل كرة القدم. ومن هنا انبثقت فكرة مشكلة هذه الدراسة، مما دفع الباحثالى تناول هذا البحث في محاولة تجريبية للكشف عن مدى تأثير تدريبات مقاومة متعددة الاشكال على بعض متغيرات مستوى الإنجاز(القدرات البدنية - مستوى الأداء المهاري- المتغيرات البيو كيميائية) للناشئين تحت 16 سنةفي كرة القدم.
التدريب الرياضي ; الانجاز الرياضي ; كرة القدم
كوتشوك سيدي محمد
.
بومدين قادة
.
ص 110-121.
مالك عادل
.
مزروع السعيد
.
ص 1017-1034.
خضار خالد
.
خويلدي الهواري
.
بن سعيد محمود
.
ص 271-288.