مقاليد
Volume 1, Numéro 2, Pages 173-177
2011-12-31

في تصريف المصطلح النقدي (التناص نموذجا)- شهادة-

الكاتب : لحبيب الدائم ربي .

الملخص

ترجع صلتنا بالمصطلح النقدي إلى حوالي ثلاثة عقود، أي منذ غدا موضوع الكتابة والتناص ،والتخييل عموما ، أحد مشاغلنا الملحة على الصعيد الذاتي والأكاديمي ، سيما وقد توطد لدينا هذا الانشغال ببحث للدكتوراه أنجزناه حول الكتابة والتناص في أعمال الأديب المصري جمال الغيطاني- ذات التعالقات الخصيبة بكتب التراث- تخصيصا- وبباقي الفنون غير اللغوية على العموم(العمارة، الانثروبولوجيا، النحت..إلخ)،الأمر الذي استنزف منا وقتا طويلا وجهدا كبيرا. وهو استنفاد لايعدم فوائد على أية حال. بيد أن التركيز على الكتابة والتناص لدى كاتب مخصوص ، كالغيطاني مثلا، لم يكن ليصرفنا ،تماما ، عن الكتابة كهمّ شخصي، سواء تعلق الأمر بالكتابة السردية (القصة القصيرة والرواية) أو المقالية (دراسات مواكبة لتحولات المشهد القصصي والروائي بالعالم العربي). وهذا "الخروج عن النص" بقدرما كان تعطيلا مؤقتا ،عندنا ، لالتزامات جامعية محكومة بقيود منهجية ومساطر إدارية وسقوف زمنية ، كان تخصيبا للتجربة والرؤيا معا . من ثمة فقد تبدى لنا فيما بعد أن هذا "الخروج" كان إيجابيا على أكثر من مستوى. من ذلك كونه قد سمح لنا بتتبع مصطلح الكتابة والتناص ، تعريفا وتوظيفا وتطويعا ، منذ الفترة التي كان مايزال فيها هذان المصطلحان غامضين وغير مطروقين بما يكفي ،في عالمنا العربي ، إلى حيث غدَوَا معًا من الأدوات المفاهيمية والإجرائية التي لاسبيل للحديث عن المنجز الإبداعي،من زاوية شعرية الخطاب، من دون الاستعانة بهما . لهذا سوف تتيح لنا فسحة المراوحة بين الأكاديمي والذوقي،بين الواجب والتطوع، إمكانية لرصد التمفصلات التناصية ، العديدة والمختلفة ، في الكتابات الروائية والقصصية العربية المعاصرة ، من منظور يسعى إلى فتح مصطلحي الكتابة والتناص لمعانقة التقاطعات والإزاحات والاستيحاءات والاستخدامات والإعارات والإغارات والصراعات، إلخ… بين النصوص فيما بينها . علما بأن مفهوم النص، من منطلق سيميوطيقي ، قد لا يعني ، وبالضرورة ، الإبداع اللغوي وحسب وإنما قد يدل كذلك على مختلف التمظهرات العلاماتية والثقافية والإيقونية ، بما فيها النص المفترس-بكسر الراء وفتحها في آن - بالمعنى الذي وضحه بول فاليري وهو يلوم النقاد على كونهم لا يرون إلا ما خلف النص كشأن من لا ينظر إلى الذئب إلا كقطيع خراف مفتَرَسة)-أو النص الجامع Archêtexte باصطلاح جيرار جينيت، أو النص الأشمل: الواقع. لقد احتكمنا في اختيار النصوص المدروسة، على هامش البحث الجامعي ،والتي أخرجنا مقارباتها في كتاب بعنوان "نصوص مترابطة"،وبعضها مايزال ينتظر النشر، إلى ذائقتنا الخاصة، مدركين مسبقا إلى أي مدى يكون الحديث الإطلاقي عن القصة القصيرة والرواية في العالم العربي محفوفا بمزالق التعميم والادعاء. إلا أن قناعتنا بكون التمثيلية بدورها في الفن والأدب ، مهما كانت واسعة، تظل اشتطاطية في الغالب الأعم. ولو أن أي تقدم علمي لن يحدث بمنأى عن التعميم والاشتطاط.لذا فكما قد سمح لنا التقسيم المنهجي الذي اقترحنا بعض سماته في هذا الكتاب، وفي دراسات مبثوثة في المجلات والجرائد، بتكوين صورة تقريبية عن الحراك السردي في أجزاء مهمة من العالم العربي (البلدان المغاربية، مصر، اليمن لبنان، وبعض دول الخليج) فإنه قد أتاح لنا إمكانيات كبيرة لتأمل الترابطات النصية المختلفة التي يتأسس عليها إنتاج النصوص الأدبية مهما تفاوتت ممكناتها التعبيرية والجمالية ومهما اختلفت مواطنها في الزمان والمكان ،وفتح أعيننا على ممكنات لتصريف مصطلح التناص لغويا وإجرائيا.

الكلمات المفتاحية

تصريف المصطلح النقدي .شهادة