مقاليد
Volume 1, Numéro 1, Pages 79-92
2011-06-30
الكاتب : محمد الأمين خلادي .
التكرار آلة بيانية ذات وظائف لا تقل أهمية عن الإيجاز ؛ إلا أنه ملجأ فني يركز عليه المبدع ساعة إبلاغه الرسالة لما فيه من التقرير وإذاعة الإيقاع الوظيفي الفعال. من أجل ذلك أردت بهذه الدراسة إبانة الفعل البياني والجمالي والإيقاعي الذي ينجم عن أسلوبية التكرار ؛ فاخترت لذلك مجموعة من النماذج الشعرية بالتركيز على بعض من شعراء التفعيلة / شعر السطر وكذا بعض شعراء الصوفية ، مبينا هندسة تكراراتهم ومواقعها في النص وما للازمة و تشكّلاتها العديدة المصحوبة بفيض الشعرية وأدبية الصورة والخيال؛ و التكرار في الشعر « يقوي الوحدة و التمركز و يظهر في تناوب الحركة والسكون أو تكرُّر الشيء على أبعاد متساوية . و في ترديد لفظ واحد أو معنى واحد وهو الترجيع ،ترجيع البداية في النهاية ، ترجيع القرار في الغناء ، رد العجز على الصدر في الشعر ، ترجيع النوتة الواحدة في الموسيقى ، والعود المتواتر إلى شيء بعينه . و التكرار كثير الشيوع في الفن و قل ما نجد أثرا فنيا لا تتكرر فيه أجزاء متقاربة أو متباعدة . و منه الترجيع المتسق أو الإيقاع (ريتم Rythme ) »(1). ثم إن الحديث عن التكرار لا يجعل من المكرر عمدة وحده دون ربطه بالنص في كليته ؛ لذلك نجده تكرارا يؤثر في العنوان ودلالته وإكساب النص والخطاب انسجاما وتماسكا في بُناه بفضل التكرار لأنه الخيط الرفيع والروح الدرامية التي تحفظ تلك الخصيصات جميعا، بل ثمة علاقة جد وطيدة بين ذلك الفعل البياني والمتلقي متفاعلا مع الرسالة.
*****
محمد الأمين خلادي
.
ص 88-112.