أبحاث
Volume 2, Numéro 3, Pages 70-80
2014-12-16
الكاتب : براهيمي بوداود .
إن التحول الفكري والمعرفي الذي أحدثه الإجراء اللساني الحديث بتنوع توجهاته، انطلق أساسا من مبدأ تخليص البحث اللغوي من سلطة المناهج السياقية، المنفتحة على الوصف والارتهان إلى أحكام المقام والحال، إلا أن هذا المنطلق اللساني لم يستطع أن يتملص من حقيقة القيد الاجتماعي الذي لازم كينونة اللغة واللسان، من حيث هو مجموع القوانين النطقية التي يتحرك فيها الكلام والمتكلم والمكلم، ليؤدي لغة خطابية في مجتمعه حيث تفتقد حرية توظيف الملكة التلفظية، التي لن تتأت إلا وفق الأسيقة والأنساق التي تفرضها الجماعة والعرف. ولئن كان البحث الفيلولوجي قد التفت إلى هذه الحقيقة، وأسس لعدة بحثية، تتقفى أثر التغيرات والتحولات التي تلحق ببنى اللغة بمنأى عن سكونيتهافإن البحث الأنثروبولوجي سعى دائما إلى تكشف الجينات اللفظية التي تتعاضد مع الكينونة الإنسانية.
الأنثروبولجيا، اللغة، الإجراء اللساني، الكلام، المتكلم، الكينونة، الأنساق.
عبد الرحمن بن محمد بعثمان
.
ص 239-256.