المداد
Volume 1, Numéro 2, Pages 170-181
2013-12-15
الكاتب : بلال بوترعه .
لقد شغلت فكرة الحضارة اهتمام العديد من المفكرين والمصلحين والمؤرخين ويعتبر أستاذ الحضارة مالك بن نبي وأحدا من هؤ لاء ألمفكرين الذين حملوأ هم هذه القضية فكانت سلسلة كتاباته تحت عنو أن مشكلات الحضارة. وتعد ألمعادئة الشهيرة لتشكل الحضارة من الإسهأمات المتميزة التي قدمها بن نبي في هذا السياق (الإنسان التراب الوقت - الحضارة) ،غير أن بن نبي يؤكد أهمية الفكرة الدينية في نجاح هذه المعادلة وفعاليتها. فهو يؤكد أن الحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي يهبط من السماء، يكون للنس شرعة ومنه اجا، أو هي على الأقل - تقوم أسسها في توجيه الناس نحو معبود غيبي (ولو كان غيبا من نوع زمني، أي في صورة مشروع اجتماعي بعيد الأمد، مثل بناء مجتمع جديد يضع حجره الأول، وتواصل بناءه الأجيال السابقة) بالمعنى العام، فكأنما قدر للإنسان ألا تشرق عليه شمس الحضارة، إلا حيث يمتد نظره إلى ما وراء حياته الأرضية، أو بعيدا عن حقبته فحينما يكتشف حقيقة حياته الكاملة، يكتشف معها أسمى معاني الأشياء التي تهيمن عليها عبقريته، وتتفاعل معها. فالحضارة عند بن نبي ما هي إلا ترجمة تاريخية للعلاقة العضوية بين الفكرة الدينية وسندها المحسوس هو الإنسان، ويقول بن نبي في هذا السياق:( كلما أو غل المرء في الماضي التاريخي للإنسان في الأحقاب الزاهرة لحضارته، أو في المراحل البدائية لتطوره الاجتماعي فإنه يجد سطورا من الفكرة الدينية) وهذا ما يبرز لنا بوضوح أهمية الفكرة الدينية في بنا ء الحضارة ونهوضها. وفي هذه الورقة سنحاول تسليط الضوء على أهمية الفكرة الدينية في البناء الحضاري في نظر مالك بن نبي، وكيف يمكن لهذه الفكرة الدينية تفعيل الفرد وتوجيه جهوده نحو النهضة والحضارة.
الفكرة الدينية وبناء الحضارة عند مالك بن نبي