قضايا تاريخية
Volume 3, Numéro 1, Pages 71-84
2018-06-15
الكاتب : مختار حديد .
اهتم المسلمون اهتماما كبيرا بالكتابة التاريخية، فمنهم من سلك سبيل التاريخ الحولي العام، ومنهم من أرخ لدولة واحدة، ومنهم من أرخ لطبقات أعلام المذاهب والعلوم، ، واهتم آخرون بالتراجم العامة والسير، وبهذا تجمع عندنا كم هائل من المادة التاريخية. وقد حرص بعض المؤرخين المتأخرين على نقد الأخبار وتمحيصها، ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي الشافعي مصنف كتاب "البداية و النهاية". وتعددت مظاهر نقده للأخبار التاريخية، فنجد نقد المتون حيث رد المصنف كثيرا من الأخبار والروايات لتعارضها مع القرآن الكريم والحديث والعقل السليم. كما نجد نقد الإسناد إذ بين المصنف ضعف كثير من الرواة وأنه لا يمكن الاستدلال برواياتهم. وكان لهذا النقد قيمة علمية عالية خاصة في الجانب الذي يوضح آثار الحياة المذهبية على الكتابة التاريخية. واهتمام ابن كثير بالنقد لم يفض به إلى التحامل على المصنفين، بل حرص على الإنصاف، فنجده في مواضع كثيرة ينكر صحة الخبر ثم يورد له احتمال صحة في حال معينة، ويلمس الدارس للكتاب تضلع المصنف في نقد الأخبار وتمحيصها.
النقد التاريخي/ ابن كثير /
محمد عيساوي
.
ص 39-53.