Revue Des Sciences Humaines
Volume 1, Numéro 1, Pages 11-48
1990-06-30
الكاتب : فيلالي عبد العزيز .
يشتمل هذا المقال على مدخل تمهيدي للأوضاع الفكرية والسياسية التي عاشها العالم الاسلامي بجناحية الشرقي والغربي خلال النصف الأول من القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي. فقد كان يعاني من وطأة الحرب الصليبية وهجمتها، وحرب الاسترداد المسيحس الاسباني المطردة والغزو المغولي الكاسح . بالاضافة الى الحرب الأهلية والفتن الداخلية، بين الاخوة الفرقاء. نتج عن هذه الظروف نكسة سياسية وثقافية ملحوظة أصابت دار الاسلام ولا سيما في المشرق والأندلس. كانت مدينة قسنطينة في هذه الحقبة من الزمن تعد العامة السياسية الثانية للدولة الحفصية، بسبب موقعها الجغرافي الحصين ، والاستراتيجي الممتاز، وبها تتمتع به، من مكانة اقتصادية هامة، نزح اليها الناس من كل مكان، فاتسع بذلك العمران وازداد عدد السكان ، وانتقل اليها التجار والطلاب والعلماء، من الحواضر المغربية والأندلسية المختلفة، مقيمين وزائرین . ولعل ذلك يعود الى النزعة العلمية التي كان يتمتع بها أمراء المدينة من جهة والى كونها كانت تخضع من حين لآخر لبعض البيوتات القسنطينية المشهورة بالعلم والفقه والأدب. كما يرجع السبب أيضا الى الوعي الثقافي الذي كان يسود المجتمع القسنطيني العريق ، من جهة ثانية والى الموقع التي تحتله مدينة قسنطينة بين عاصمتين ثقافيتين هامتين : مدينة تونس من الشرق ومدينة بجاية من الغرب من جهة ثالثة والى الأندلسيين الذين حطوا رحالهم في هذه المدينة مصطحبين معهم مؤلفاتهم ومكتباتهم. ويتضمن أيضا هذا المقال نبذة تاريخية وسيرة ذاتية وعلمية لعشرات الفقهاء والعلماء والأدباء، الذين أنجبتهم هذه المدينة طيلة العهد
أبرز; علماء ; قسنطينة ; أثرهم ; بلاد المغرب ; المشرق ; العهد الحفصي
غويني ليلى
.
ص 195-205.