مجلة منبر التراث الأثري
Volume 3, Numéro 1, Pages 339-351
2014-12-01
الكاتب : زرارقة مراد .
لم تأخذ مسألة توجيه المعالم الجنائزية الميغاليثية وشبه الميغاليثية نصيبها من الأبحاث والدراسات، إذ بقيت تعدّ بمثابة الحلقة المفقودة في كيان الثقافة الجنائزية التي أوليت لها مكانة هامة ومقدّسة من طرف القدامى، وهذا ما تمّ التعرف عليه من خلال عثورنا على جزء من مغزاها في بعض من مخلّفاتها المادية. وقد تضاربت الآراء حول توجيه المعالم الجنائزية إلى جهة ما أو إلى قبلات معينة، إلاّ أنّ الرأي الذي بقي سائدا والمتمثل في توجيه الغرف الجنائزية إلى الجهة الشرقية عموما. فالعديد من الأبحاث والدراسات دلّت على طغيان هذه القبلة ولو بهامش منفرج قد يصل من الجهات الشمالية الشرقية إلى غاية الجنوبية الشرقية. لكن هذه النظرية لا تتماشى مع الواقع المصادف في الميدان، بل تعاكسه تماما، حيث توجّه غرف المعالم الجنائزية البارزة فوق سطح الأرض إلى قبلات متعدّدة ومختلفة في الموقع الواحد. ويتعيّن بأنّ نفس الأمر انتهج في أوروبّا، حيث لاحظ G. Bailloud بخصوص الأروقة المغطّاة بفرنسا بأنّ معالمها موجّهة إلى عدّة قبلات وهذا بسبب نوعيّة وهيئة الأرضيّة ولا تخضع لأيّة نظم تقليدية
المعالم ؛ الجنائزية ؛ الميغاليثية؛ شبه الميغاليثية