التراث
Volume 4, Numéro 7, Pages 6-14
2014-12-15
الكاتب : عبد القادر فيطس .
دون شك أن الأدب الشعبي يحمل قيما في نصوصه التي تعالج قضايا االمجتمع انطلاقا من مشاغل الإنسان في حياته وبيئته وعلاقته مع الآخرين، وما يسجل من أحداث تؤرخ لفترات من محطات حياة الأفراد و الشعوب. وفي زخم الحياة المتلاطم بدأ الناس يتذوقون ويتعاطون هذا الإبداع الذي يعبر عن ذوا تهم وحالهم، فهو فن وتعبير ثقافي رابط بين ماضيهم وحاضرهم. و الحديث عن الأدب الشعبي هو حديث عن الموقع التاريخي للتراث الشعبي الذي يمثل اتجاها معرفيا خصبا و إنتاجا إبداعيا ثريا يحتاج دراسة موضوعية ترتبط بمسؤولية حضارية تتعلق بالمصير المعرفي و الثقافي المساير لكل التحولات. فالأدب الشعبي لم يكن عارضا في حياة المغاربة بل مكونا رئيسيا في نسيج مجتمعاتهم ويحوز مكانة رفيعة في حيا تهم، فقد كانوا يعشقون سماع الشعر الملحون ويتفاعلون مع أشكال التعبير الشفوية كالأمثال و الحكم و الألغاز ...، وذاكرة الإنسان المغربي تنتقي من ما هو جميل و أصيل، وما يلائم حالته. ومن هذا ارتأيت التحدث عن علم من أعلام الحكم و الأمثال الشعبية الذي ذاع صيته برباعياته الشعرية المتضمنة أمثالا وحكما للوعظ و الإرشاد و النصح و التوجيه و التصريح بما ينفع الناس، و أضحت هذه الحكم و الأمثال الرباعية متداولة بين الناس، وتمثل صورة جميلة لاتجاه متميز في الشعر الملحون العربي..إلا أن العامة من الناس لا يفرقون بين عبد الرحمان المجذوب الذي تنسب له الرباعيات الشعرية و أحمد مجذوب أحد الأولياء بمنطقة عسلة التابعة لولاية النعامة تقام له سنويا وعدة باسمه ذات طابع فلكلوري دون أن يغيب عنا أن هذه الرباعيات بعضهم ينسبونها ا للولي الصالح عيسى الأغواطي الذي عاش في القرن الثاني عشر للهجرة.
الهجرة، المجذوب، الناس، فلكلوري، ثقافة، الأدب.
شرفاوي الحاج عبو
.
ص 1355-1360.
حميدة عبد القادر
.
ص 174-187.