التراث
Volume 4, Numéro 3, Pages 128-147
2014-03-15
الكاتب : وسيلة يعيش خزار .
يمثل الاتجاه الاثنوميتودولوجي أحد أبرز المحولات النلقدية المعاصرة للاتجاهات السوسيولوجية التي تميل إلى التقريب بين العالم الاجتماعي الثقافي من ناحية والعالم الطبيعي من ناحية أخرى، مؤكدا الفارق الهام بين الظواهر الطبيعية والظواهر الاجتماعية. فالظواهر الاجتماعية تخضع لطائفة من المعانِي التي يتعين اكتشافها، كما أنها تكتسب معاني خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعيشون في إطار ثقافي معين خلافا ل لظواهر الطبيعية التي لا تعبر عن بناء خاص من المعاني ، كما أنها تتيح للباحث حرية الملاحظة، التفسير الخارجي المستقل. إنه اتجاه يرفض اعتبار العلوم الطبيبعية نموذجًا يمكن أن تحاكيه العلوم الاجتماعية، ويدعو إلى تطبيق تقنيات منهجية مغايرة لفهم الواقع الاجتماعي. هذا التصور الاثنوميتودولوجي المتميز يستمد أصوله من الفلسفة الفينومينولوجية، من حيث انها جهد موظف لوصف الظواهر كما تبدو لنا من خلال وعينا ﺑﻬا . فالوعي هو وسيلة وهدف الفينومينولوجيا ، حيث يرى روادها أن معرفتنا بالعالم الفيزيقي إنما تأتي عن طريق خبرتنا الذاتية وهذه الخبرة هي التي تمكننا من إدراك جوهر الأشياء. إنهم يبدأون بتجاهل مسألة الواقع الموضوعي أو وضعه بين قوسين على حد تعبيرهم، حتى يمكنهم توجيه اهتمامهم للواقع كما يوجد في الوعي أوالشعور الفردي. فأي فهم لشيء موضوعي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال وعي الفرد بذلك الشيء، مما يعني أنه لا وجود للواقع مستقلاً عن الوعي أو الشعور ، والموضوعية لا تتحقق إلا عن طريق الذاتية، طالما أن جوهر الأشياء هو ما يفهمه العقل الإنساني عن طريق خبرته الذاتية بالعالم. إن الفينومينولوجيا بتركيزها على دراسة العملية التي نفهم ﺑﻬا العالم وليس على تفسير هذا العالم، قد ساهمت بقدر كبير في تحويل بؤرة اهتمام النظرية السوسيولوجية من البحث عن الأسباب إلى البحث عن النوايا أو المقاصد أو المعاني التي توجد في عقول الأفراد...فكان ميلاد الاثنوميتودولوجي.
الاثنوميتودولوجي، المنهج، التحليل، السوسيولوجي.
نور الدين عبد الواحد حدو
.
ص 175-186.
قادم جميلة
.
طالة لامية
.
ص 32-46.
معلم سلمى
.
بن عزيزة هدى
.
ص 314-324.