مجلة الحقوق والعلوم الانسانية
Volume 5, Numéro 3, Pages 13-23
2012-11-15
الكاتب : عبدالقادر زين .
لم يُعن العرب بشأن من شؤون حياتهم عنايتهم بفن القول في نثرهم وشعرهم ، فالبيان فيهم طبع وسليقة ، به يتمادحون وعليه يعولون في تسليم مقاليد التقديم والرفعة لمن بزهم في حلبة ميدانه وسبقهم بجواد مِقْوَلِه بعد أن أرخى عنانه ، لذا أولوا سبل إجادة القول وحسن سبكه وترتيبه من ضروب العناية ماهداهم إليه تصورهم لمعناه وما قادهم فهمهم لحد غايته ومنتهاه ، وكانوا في أول أمرهم يحشدون التأييد لإظهار معجزة القرآن الكريم وإظهار مباينته لكلام المخلوقين ، بعد أن عجز الشعراء والخطباء عن مجاراة فصاحته والسير في ركاب بلاغته ، فجمعوا معايير الفصاحة والبلاغة من منثور الكلام ومنظومه وأخذ التأليف في علوم البلاغة تتوطد أركانه ويُشيّد بنياته. والمتأمل في الأسلوب يجد أنه أعلق الأشياء بصاحبه وأدلها على شخصيته ، لذا يلجأ الكثير من المحللين في استقراء النفسيات والتعرف على الشخصيات إلى تحليل كلام أصحابها ، فالخواطر والخلجات إذا جاشت في النفس وحاكت في الصدر لاتجد متنفسا ومخرجا إلا اللسان فتظهر في فلتاته وتنجلي في كبواته . وللعرب نظرات ثاقبة في الأساليب وتحليل بنياتها وتراكيبها سبقت مقولة بيفون وأسلوبية شارل بالي ومن جاؤوا بعده بقرون طويلة .
الأسلوب ،القدامى، المحدثين