مجلة الحقوق والعلوم الانسانية
Volume 5, Numéro 2, Pages 36-56
2012-06-11
الكاتب : أسعد المحاسن لحرش . براهيم بن داود .
ما من شك في أن أي نظام حضاري يعتمد في أفوله أو بقائه على مدى اهتمامه بمقوماته الأساسية، والتي كانت سببا في بزوغه، هذه المقومات التي تعد أرضية صلبة لإقامة أي مشروع نهضوي، وما من شك في أن هذه المقومات تنبني أساسا على المُعتقد والتاريخ...؛ وأداة الإفصاح عن هذا النهوض هي اللغة التي ينبغي أن تكون وسيلة ومُبتغى في ذات الوقت، وغير بعيد عن ذلك نجد اللغة العربية لغة القرآن الكريم وسنة المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، وهي لغة العلوم خلال حقب زمنية طويلة، لكن اليوم أضحى الهدف وشغلنا الشاغل كيفية الحفاظ على هذه اللغة التي هي لغة أهل الجنة، والتي بُجلت لتكون لغة للرسالة الخاتمة والخالدة، كل هذا التحول الذي جعل اللغة تبحث عمن يحميها بعدما كانت هي من يحمينا ويحمي سائر العلوم والمعارف ويحمي مقومات هذه الأمة وتاريخها وهويتها. هذا ما يجعلنا أمام ضرورة ملحة لتحقيق الأمن الفكري الذي لا يمكن أن يتحقق بدون اللغة، هذه اللغة التي أهانها أهلوها فأُهينوا، ولا يمكن بذلك الحديث مطلقا في ذلك لا عن التراث ولا عن الهوية ولا عن المُعتقد ولا أي شيء من ذلك دون الأخذ باللغة العربية.
اللغة العربية ،هوية المجتمع العربي، الأمن الفكري
علاء الدين يوسفي
.
ص 830-845.