مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 8, Numéro 2, Pages 20-26
2012-06-15
الكاتب : ماحي قندوز .
لم يعرف مفهوم إسلامي أخذا وردا وجدالا طويلا، كما عرفه مفهوم التصوف، فوقف الناس فيه على مذاهب ما بين متعصب وجاحد ومتستر، وبين مكفر ومبدع من كلا الاتجاهات سواء من اقتنع بالتصوف كحياة وسلوك، أو من خاض فيه كفلسفة وبحث ميتافيزيقي دون أن يكون له ثمرة في حياته والتزامه وعبادته. والقسطاس المستقيم والصراط القويم، جعل هذه القضية في محك البحث العلمي، وعرض مفهوم التصوف، وأنواعه وتطوره ومن تمسك به ومن أنكره ومن توسط، وخير الأمور أوساطها. لقد التفت الكثير من الباحثين المعاصرين إلى قضية التصوف، فتعاملوا معها على عدة مستويات: الأول: أن الحضارة الحديثة تربط الإنسان بالأرض وتقطعه عن السماء، وتعلق قلبه بمآرب الدنيا، وتذهله عن مطالب الآخرة، وهي بذلك تسير بالإنسان في اتجاه معاكس للدين. الثاني: أرباب الدعوة إلى وحدة الأديان يجدون في التصوف بغيتهم، فيدخلون منه إلى تحقيق هدفهم؛ بدعوى أن القدرة المطلقة المسيطرة على الكون متحدة بين المسلم والنصراني واليهودي والبوذي وعابد البقر والشجر والحجر...تعددت المسميات والجوهر المعبود واحد. الثالث: الحرب العالمية على الإسلام وأهله وجدت في التصوف المنحرف غرضا وأداة للسيطرة على أراضي المسلمين ومقدراتهم وعقولهم؛ صدق فيهم قول بعض الطرقية لما احتلت فرنسا بلاد الجزائر: فرنسا بلاء ولو شاء الله لرفعه؛ فلا نستغرب بعدها انتماء كثير من غير المسلمين إلى بعض الطرق الصوفية؛ كنابليون بونبارت.
التصوف، حقائق، مفاهيم
لعور كمال
.
ص 129-145.
غزلان هاشمي
.
ص 50-71.