قضايا الأدب
Volume 1, Numéro 1, Pages 67-78
2016-12-20
الكاتب : فيصل أبو الطفيل .
إن العقل لا يقوم إلا بالجنون، ولا يتشجع على المغامرة إلا بطرق بابه، وفي ذلك يقول بكر بن المعتمر: "إذا كان العقل تسعة أجزاء احتاج إلى جزء من الحمق يتقدم في الأمور، فإن العاقل أبدا مُتَوَانٍ، مُتوقف، مُتَخوِّف". ويهدف هذه البحث إلى تسليط الضوء على المنطقة التي يتاخم فيها الجنون العقل، فيجاوره ويسانده حفاظا على رابطة قوية تجمعهما وتوحدهما وتجعل منهما وجهين لعملة واحدة؛ تيسّر المرور والعبور من العقل إلى الجنون ومن الجنون إلى العقل، داخل العقل وخارج الجنون وخارج العقل وداخل الجنون. وبهذا المعنى ينبغي أن يُنظَرُ إلى الجنون على أنه دعامة للعقل وتجسيد له في منعطفات التفكير القصوى ومزية حافظة لوعائه. مثلما يتحتّم النظر إليه كشكل من أشكال العقل ووجهة نظر فيه؛ يركن إليه ويلوذ به في منطقة التماسّ. ومن ثم، ليس الجنون انكسارا للعقل، ولكنه انتصار له، طالما هو قوته الحية والحيوية وفقا لعبارة ميشيل فوكو. وتبعا لما سبق يستبصر هذه البحث أفقا مشرقا تنكشف فيه صور الجنون في الأدب العربي القديم، من خلال استعراض مجموعة من النماذج المستقاة منه: شعره ونثره (أمثال-حكم-خبر-حكاية-أقوال...) وتحليلها بما يتفق وأسئلة عصرنا التي ما فتئت تطرح نفسها بقوة علينا، آملين أن نحظى بحرية الإبحار في محيط الجنون،قاصدين مرفأ العقل، ومنقّبين فيهما عن المخبوء والمكنون.
الجنون ؛العقل؛الحمق؛الأدب؛البلاغة
رحيمة شيتر
.
نوال بن صالح
.
ص 181-205.