مجلة أنثروبولوجية الأديان
Volume 11, Numéro 1, Pages 90-101
2015-07-15
الكاتب : مختار منصوري .
يعتبر تداخل العلوم وتبادلها المعرفي والمنهجي وحتى ارتباطاتها الموضوعاتية من أهم انشغالات العلماء في العصر الحديث، إذ يسعون من خلال فهم مواطن التبادل والتداخل والارتباط إلى الإلمام بخصوصيات الظواهر والمواد المدروسة، وأيضا فهم حقيقة علاقاتها بالمتغيرات والمؤثرات الداخلية والخارجية للظاهرة أو الموضوع، وفي هذا الباب لا نكاد نجد مفكرا أو فيلسوفا أو عالما عربيا مسلما في الحقول الفكرية المعرفية المختلفة إلا وقد ذاع صيته في علم من العلوم الأخرى، حيث وجد الأطباء الفلاسفة، وعلماء المنطق الفلكيين، والفلاسفة الأنثروبولوجيين والمؤرخون 1 للاجتماع البشري، والرحالة الجغرافيون، وغيرهم من المفكرين اللذين أسهموا بقدر كبير في إرساء قواعد ونظريات العلوم والمعارف المختلفة، بل ووضعوا حدود ومناهج التفكير البناء والموضوعي على الرغم من موسوعية تفكيرهم، الذي أخذ ينهل من معارف متراكمة عبر الزمن ومعارف متناقل بين الأمم ومعارف مستخلصة ومتوصل إليها بفضل تفكير وجهد عباقرة لا يعرفون الكلل والملل ويبحثون في الأسباب والسنن التي تيسير وفقها الظواهر، فكانوا المؤسسين الأوائل للفكر والدرس الإبستيمولوجي القائم على الفصل بين العلوم من جهة وإعطاء الأهمية الخاصة بها، ثم اعتماد منطلقات تكاملية في البحث بغرض فهم التداخل الموجود مثلا في سلوك الإنسان من الناحية النفسية والسلوكية والعقلية والروحية والطبيعية انطلاقا من ما هو محسوس 2 واستدراجا لما هو صوري يدرك بالعقل والتفكير والمران، على نحو مكوث ابن بطوطة زمن طويل بين مكونات الشعب الذي هو موضوع جمع المعلومات ذات الطابع الإناسي )البحث التفاعلي(،منطلقا من ذلك من مبدأ "إذا عشت في قوم فاحلب في إناءهم" أو البلد الذي تصله كل من بصله، وعمله ودراسته كانت دون تحيز لقوميته أو دينه على عكس علماء الغرب الأنثروبولوجيين اللذين تمركزوا حول الذات الأوروبية المستعلية وحملوا النظرة الدونية لمن سواهم، واستخلصوا الأحكام المتحيزة للثقافة والحضارة الغربية وجعلوها معيارا للقياس، وعليه فبالنسبة للأنثروبولوجيين المسلمين المعرفة لا تحدد فقط بارتباطها بالوجود والطبيعة وما تحيلنا إليه حواسنا، بل تعتمد على الاستبصار والخصوصية الموجودة في الأشياء والمواضيع وتطور الموجودات حاصل، فالمعرفة متطورة بالتلازم مع تطور وسائل البحث الإبستيمولوجي والمعارف المتخصصة 3 خلال البعد الزمني.
الفكر، الأنثروبولوجي، التطوري، الإسلامي
مرني صنديد محمد نجيب
.
ص 52-64.
فارسی بهنام
.
قیاسوند أسما
.
ص 43-57.