مجلة الواحات للبحوث و الدراسات
Volume 9, Numéro 2, Pages 1146-1194
2016-12-15
الكاتب : محمد بن أحمد جهلان .
مِن بينِ ما اقتَضَتهُ الحكمةُ الإلهيَّةُ أن يُولدَ الإنسانُ في ظروفٍ وبيئاتٍ لا يختارُها بنفسِهِ، فانتماؤُه إلى بيئةٍ ولغةٍ وجنسٍ وثقافةٍ... قضايا حتميَّةٌ ترسم مسار حياتِه وتؤثِّر في اختياراته وقناعاته، وقد يبدو من البَديهيِّ بمكان الحديثُ عن "الهويَّة" و"الانتماء" في ثقافاتٍ متجانسةٍ فصلت في شأن تَراتُبيَّة عناصر هويَّاتها، بينما لا تزالُ قضيَّة الهويَّة تستبدُّ إلى اليوم بالهمومِ النظريَّة والعمليَّة في أمَّـتنا، ووطَنِنا بالخصوص، بل تحوَّل ذلك إلى جزءٍ لا يتجزَّأ من المشهد الوطنيِّ؛ السياسيِّ، والإعلاميِّ، والثقافيِّ المُحايث. اخترنا لهذه الدراسة عيِّـنة من شعراء منطقة (وادي ميزاب) بالجزائر، تتقاطع في داخلهم انتماءاتٌ متعدِّدة: إثنية ومذهبيَّة ولغويَّة وجغرافيَّة... شعراءُ نسمِّيهم ـ مُسايرةً لتوصيف «أمين معلوف» ـ بأنهم «أشخاصٌ حدوديُّون» نوعًا ما، شعراءُ ـ بحُكم وضعهم هذا بالذات ـ تحتَََّم عليهم أن يُكرِّسوا شعرَهم لنَسجِ العلاقاتِ، وتذليلِ العقباتِ، ومدِّ الجسور بين الجماعاتِ والثقافاتِ، من أجلِ الوصولِ إلى "هويَّةٍ جامعةٍ".. هويَّةٍ يتقاطع فيها أكبرُ قدرٍ من القناعات والانتماءات. لذلك حاولنا مُقاربةَ دوائرِ الانتماءاتِ المتداخلةِ لدى هؤلاء الشعراءِ؛ تلك الدوائرُ المشكِّلَةُ لعناصر هويَّتهم من خلال منظور "فقه التحيُّز"، ذلك المنظور الذي لا يَعتَبِرُ التحيُّزَ ظاهرةً سلبيَّةً ولا إيجابيَّةً، بل هو حَتمِيةٌ تؤكِّد بأنَّ عقلَ الإنسانِمُبدعٌ وفعَّالٌ، وأنَّ دوافعَهُ مُركَّبةٌ معقَّدة، وهذا في الآنِ نفسِه دِفاعٌ عن مركزيَّة الإنسانِ ضدَّ الفلسفاتِ المادِّيةِ التي لا تَرضَى إلاَّ بِوحدَة الطبيعةِ وَوَاحِدِيَّتِها.
هوية، شعراء، وادي ميزاب، فقه التحيز.
. نجيب .بيعي
.
ص 1-10.
قاضي الشيخ
.
ص 976-996.
امحمد بن البار
.
علي سنوسي
.
ص 156-181.
عبد القادر فلفول
.
خالد بن جلول
.
ص 116-130.