مجلة الحقيقة
Volume 2, Numéro 2, Pages 362-371
2003-12-30
الكاتب : طيبي بن علي .
إن هجرة الأدمغة قديمة، وكان الغرض منها في الماضي، هو النهل من علوم وأفكار العلماء المشهورين في بلدان عديدة ولو بعيدة وبلغات مختلفة، وبالتالي كانت هجرة تطوعية وحرة. يقول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " اطلبوا العلم ولو في الصين ". لكن بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت الهجرة جبرية، حيث أخذت الدول المنتصرة كالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي سابقا، ما تستطيع من العلماء الألمان لتطوير أسلحتها الصاروخية والذرية، بالدرجة الأولى، ثم علوم وتكنولوجيات أخرى. وبعد استقلال دول العالم الثالث، خاصة بعد الستينات، زادت هجرة الأدمغة كثافة خاصة من الجنوب إلى الشمال، وهذه المرة لم تكن الهجرة تطوعية ولا جبرية، لكن الظروف المحيطة التعسة في الجنوب أدت إلى ذلك. إذا كانت الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، بالأمس، تأخذ العلماء بالقوة فاليوم أصبح الأمر بالنسبة لها مختلف وسهل للغاية؛ يكفي إغراء مادي مع توفير الظروف الملائمة للبحث العلمي لأن الخبير المهاجر من الجنوب، في حقيقة الأمر، هو فار بجلده من بلده المتخلف سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا، بالإضافة إلى التدهور الأمني، زيادة عن ذلك إغراء الغرب لهم بالجنسية وتوفير جميع الحريات. إن جنسية الدولة المتقدمة أمل كل مهاجر؛ لأنه عندما يحصل على الجنسية الأجنبية الجديدة تصبح له حقوق المواطن في تلك الدولة، وفي نفس الوقت، يحمي نفسه من دولته القديمة التي غالبا ما تتابعه لسبب أو لآخر، خاصة إن كانت له أفكار لا ترضيها. قد يكون سبب هجرة الخبير الأوروبي إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب المال، هي المخابر الحديثة المجهزة بمعدات متطورة جدا التي تساعده على تطوير أفكاره ونظرياته واختراعاته وعلمه. توجد هناك في بعض الدول الغربية شركات مثل CARGERS INCORPORATED خاصة للبحث عن العلماء واصطيادهم من أنحاء العالم بهدف جذب أكبر عدد ممكن منهم، وخاصة المشهورين لا شك أن الظروف المادية والنفسية السيئة لدول العالم الثالث تسهل على مثل هذه الشركات مهمتها في هذه الدول.
هجرة الأدمغة،العلماء المشهورين ،الهجرة تطوعية
محمد الخزرجي سرمد جاسم
.
محمد سالم محمد
.
ص 11-41.