مضامين السياسات الأوروبية لبناء الإقليم المتوسطي

قلواز, ابراهيم; غربي, محمد

الاكاديمية للدراسات الاجتماعية و الانسانية
Volume 10, Numéro 1, Pages 163-174
2018-01-01

مضامين السياسات الأوروبية لبناء الإقليم المتوسطي

الكاتب : قلواز ابراهيم . غربي محمد .

الملخص

شهدت مرحلة ما بعد الحرب الباردة تحولات أمنية وسياسية واقتصادية وثقافية عميقة، أثرت على ميزان القوة إقليميا ودوليا، وأدت إلى إعادة تشكيل التفاعلات الدولية وفق أنماط جديدة، وتعتبر منطقة البحر الأبيض المتوسط بضفتيه الشمالية والجنوبية من أكثر المناطق التي تأثرت بهذه التحولات بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية للمنطقة ومكانتها في السياسة الدولية وموقعها من استراتيجيات القوى الكبرى، وهذا ما ضاعف من حجم التحديات التي واجهت الدول الأورومتوسطية في ظل النظام الدولي الجديد وما أفرزته متغيراته من فرص ومخاطر جعلت من تعاون الضفتين حتمية أكيدة للتكيف مع الوضع الدولي الجديد في المتوسط، فدول الضفة الجنوبية كانت تسعى للبحث عن حضور لها في نظام ما بعد التوازن القطبي، بينما كانت الدول الأوروبية متكتلة تسعى إلى إحياء الوجود الأوروبي العالمي وتطوير علاقاتها التاريخية لبناء قطب أوروبي عالمي منافس لبقية الأقطابالصاعدة. في سياق هذه التحولات سارعت الدول الأوروبية إلى تطوير سياساتها المتوسطية لتتجاوز المجال التجاري التبادلي نحو إطار أوسع يشمل الإصلاح السياسي والاقتصادي والحوار الثقافي والاجتماعي وفق منظورات وآليات تعاونية متساندة، وترتيبات تكاملية ثنائية ومتعددة الأطراف،حدد من خلالها الطرف الأوروبي مجموعة من الأهداف التي تعد المرتكزات الكبرى لمجمل تصورات إعادة بناء الإقليم المتوسطي كفضاء للسلام، والأمن والاستقرار، التنمية الشاملة،والتعايش الاجتماعي في ظل التنوع والتعدد الثقافي، عاكسة بذلك رؤية الاتحاد الأوروبي وما يجب أن تكون عليه علاقة وحداته مع دول جنوب المتوسط، فمضامين هذه السياسات مكنت الطرف الأوروبي من تكييف التحولات الإقليمية لصالحه، وتضمين مسار التعاون بين الضفتين رؤية استراتيجية ذات أبعاد قيمية تهدف إلى بناء إقليم متوسطي على مقاس القوة المعيارية الأوروبية. The post-cold war phase has seen a profound political, economic, and cultural transformations, which affected the balance of power regionally and internationally and led to the restructuring of international interactions according to new patterns , The Mediterranean region on both northern and southern is one of the most affected areas of these transformations regarding to the geopolitical importance of the region and its position in international politics and its location from the strategies of major powers, this has doubled the challenges facing the Euro-Mediterranean countries under the new international system , which was produced opportunities and risks which makes the cooperation of the two sides inevitable to adapt with the new international situation on the Mediterranean, The southern states were looking for their presence in the post-polar equilibrium system while the European countries were seeking to revive the European global presence and to develop its historical relations to build a global European pole competitor to the rest of the emerging poles. In the context of these transformations, European countries rushed to develop their Mediterranean policy to exceed the commercial exchange field towards a broader cross-frame including political and economic reform , cultural and social dialogue in accordance with cooperative perspectives and mechanisms , and complementary bilateral and multilateral arrangements through which the European party has identified a set of objectives which are the major pillars for the overall reconstruction of the Mediterranean region as a space for peace, security, stability, comprehensive development and social cooperation under the diversity and multiculturalism, reflecting the vision of the European Union and what should be the relationship of its units with the countries of the South Mediterranean, so the contents of this policy enabled the European side to adapt regional transformations to its benefits and include the course of cooperation between the two sides a strategic vision with valuable dimensions aimed to build a Mediterranean region on the European standard power.