مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية
Volume 1, Numéro 2, Pages 300-321
2013-06-01
الكاتب : كوثر بن ناصر . عبد الحفيظ زتشي .
يتضمن المرض تهديدا مضاعفا ضد حياة الفرد نفسها، حيث إن غالبية الأفراد يتفكرون وينشغلون بالقضايا الوجودية والروحية حول الموت والفناء، وتكثر مثل هذه الأسئلة عندما يصاب الشخص بمرض حاد وربما يخمن أحدنا بأنه من المحتمل أن الكوارث كالأمراض والحوادث تولد القلق من الموت لدى الأفراد الذين يتعرضون لها، أو حتى لدى الأفراد المحيطين بهم. و مرض السرطان هو أحد أكثر هذه الأمراض انتشارا و استعصاءا على الأطباء ؛ حيث يصاب واحد من كل ثلاثة أشخاص في العالم بأحد أشكال السرطان خلال حياته، ويعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان انتشارا بين مجتمع النساء، وقد تبين أن هذا المرض يشكل أكثر من 25% من أنواع السرطان أي(1/4) المشخص عندهن، وعدد الحالات المكتشفة في كل سنة في تزايد مستمر وذلك ما تؤكده الجمعية الأمريكية للسرطان، ويذكر مركز كارمن للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية أن عدد الحالات المشخصة بسرطان الثدي عام 1998 حوالي178.000 حالة، توفيت منهن: 43.900 حالة نتيجة لهذا المرض. والإصابة بسرطان الثدي تحتل المرتبة الأولى في الجزائر،؛ حيث بلغ عدد الحالات الجديدة 3000 حالة سنويا، وفي ولاية قسنطينة تم تسجيل 20 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة أي ما يعادل 90 حالة سنويا.(Bouzid kamal ,2002,14). وهو يشكل عند المصابة به صدمة نفسية حقيقية بالإضافة إلى فكرة الموت قبل الأوان التي تولد قلق الموت لديها ، كما أن الألم الذي يصاحبه قد يؤدي إلى تغيير في سلوك المريض خاصة إذا أصاب المرأة -التي تعد من أكثر الأفراد اهتماما بنفسها والتي تولي أهمية كبيرة لجسمها محاولة دائما الحفاظ على مظهرها الجسدي بطريقة لائقة مهما كان سنها- في عضو حساس من جسمها وهو الثدي.الذي يعتبر رمزا لأنوثتها وأمومتها، فان ذلك يمس صورتها الذاتية مهددا إياها كامرأة، كزوجة، كأم. كما تسبب لها هذه الصدمة تغيرات انفعالية ومعرفية وإرادية مما يؤثر بالضرورة على مستوى توافقها النفسي والاجتماعي و قد يؤدي بها إلى ما يسمى بالموت النفسي . و قد جاءت هذه الدراسة كمحاولة للتخفيف من حدة قلق الموت لدى المصابات بسرطان الثدي من خلال استخدام إحدى احدث التقنيات العلاجية النفسية المتمثلة في السفرولوجيا.
السفرولوجيا قلق الموت سرطان الثدي
وردة سعادي
.
ص 207-236.