مجلة المواقف
Volume 1, Numéro 1, Pages 199-204
2007-12-31
الكاتب : مصطفى حجازي .
سيدي بلعباس مدينة صغيرة غنية بالقمح والكروم والزيتون، إلا أن الكثير من المؤرخين يعتبر غناها مصدره اللفيف الأجنبي، وعليه فلا يمكننا كتابة تاريخ هذه المنطقة دون الحديث عن فيلق أجنبي ساهم في بروزها منذ نشأتها إلى غاية الاستقلال. في 10 مارس 1831م وقع "لويس فيليب" (1830م-1848م ) بباريس مرسوما ملكيا أسس من خلاله جهاز عسكري، حيث يذكر في مادته الأولى أنه يتشكل من الأجانب ويطلق عليه اسم "اللفيف الأجنبي". يتمثل مثلما يبين اسمه في وحدة عسكرية كبيرة، متكونة غالبا من مجندين ومتطوعين من مختلف الأجناس، حيث أن الفرنسيين لا يمثلون إلا العشر فقط. إلا أن كل الضباط السامين وقيادي الفيالق هم من جنسية فرنسية، وكي يجند الشخص، عليه أن يوقع عقد مع الجهة المعنية لفترة معينة، مقابل توفير للمجند اللباس،والمرقد،والنقل،والسلاح، والأجر. اللفيف مرتزق Mercenaire يخدم حكومة أجنبية وملتزم بإتباع النظام، ويقوم بالحرب في أي مكان يطلب منه، وشعاره "شرف ووفاء"Honneur et Fidélité. لا يعتبر الأجر الحافز الوحيد للمجند، بل يتم تبرئته من جرائمه السابقة نهائيا بمجرد التجنيد، فإذا كان المجند قد قام بجريمة خطيرة قبل انضمامه إلى اللفيف، تشطب مباشرة بعد تجنيده، وبذلك ينجمون القضاء، وتتم حمايته من كل شيء حتى من هويته وتبقى كل معلوماته سرية. بعد الحرب العالمية الأولى )1914م – 1918م( كانت البطالة أحسن مجند للفيف الأجنبي، والجوع والمرشد الذي يدفع الشخص قهرا نحو عمل يضمن له غذاءه. مع مرور الوقت تألف اللفيف الأجنبي من حوالي 42 جنسية منهم 40 % إلى 70% ألمان، وبعض الوحدات تضم حتى 92% ألماني، بسبب الوضعية الاجتماعية التي عرفتها ألمانيا بعد الحرب، فاللفيف فسيفساء بشري من الثقافات واللغات.
مدينة سيدي بلعباس؛ اللفيف الأجنبي؛ جهاز عسكري؛ التجنيد
نصرالدين بن داود
.
ص 13-37.
الهادي بو وشمة
.
ص 5-20.