المفكر
Volume 2, Numéro 2, Pages 139-165
2018-06-10
الكاتب : أحمد ناشف .
استطاع إبن طفيل بذكائه الفلسفي توظيف عناصر القصة توظيفاً يخدم الغاية التي ينشدها، فهو يريد أن يثبت أحقية العقل البشري في النفاذ إلى الحقيقة، دنيوية كانت أو أخروية، وأنّه يمكن عن طريق تلك التساؤلات التي تنشأ في ذهن الإنسان وتتطور بالتدريج أن تصل إلى الأسئلة الكبرى مثل مصدر الحياة وخالق الكون وغيرها، ولكنه قبل ذلك عليه أن يتعايش مع الطبيعة ويكتشف فيها بالتجربة والبحث خصائصها وقوانينها، وأنّ عليه مسؤولية صعبة تمثلت في تنوير هؤلاء الذين لم يستطيعو اكتشاف الحقيقة بمحض عقولهم، فهم دائما في حاجة إلى من يرشدهم إليها، أو يقودهم بالرغم من الصعوبة في ذلك. فالتربية التي ينشدها فيها من الحرية ومن التقنية ومن الفن ومن الأخلاقية والغاية القصوى هي الغاية الأخروية، يمكن اعتبار كل خطوة عبارة عن استراتيجية بيداغوجية تصاعدية تتكامل فيها خصائص الفرد المتفرد وخصائص الإنسان الاجتماعي المقلّد والمنصهر في المنظومة السياسية، ذلك أنّ الحياة الاجتماعية حسب القصّة تحدّد من إمكانات الإنسان المتفرّد بالرغم من حاجته إليها.ومن هنا فالمقاربة البيداغوجية لهذه المراحل يمكن أن تكون مرجعا مهما في بناء التعلمات وفي تسطير الطرق البيداغوجية في عمليتي التربية والتعليم.
فلسفة التربية، بيداغوجيا، ابن طفيل، تربية.
خديم أسماء
.
ص 27-44.