مجلة المواقف
Volume 3, Numéro 1, Pages 07-15
2008-12-31

أين كتب ابن خلدون مقدمته؟

الكاتب : ناصر الدين سعيدوني .

الملخص

كثيرا ما يتساءل القارئ العربي عن المكان الذي كتب فيه ابن خلدون مقدمته (سعيدوني، ن. 1999: 212-223)، إذ أن جل الدراسات الخلدونية لا تعير اهتماما للمكان الذي سجل فيه ابن خلدون أفكاره في التاريخ، كما أن الحظ لم يحالف العديد من المهتمين بالشأن الخلدوني في تحديد موقع قلعة بني سلامة، فالبحاثة محمد عبد الله عنان يحدد موقعها خطأ بجنوب إقليم قسنطينة على نحو مائة ميل من حدود تونس الغربية (عبد الله عنان، م. 1965: 63)، بينما يذكر علي محسن عيسى مال الله في بحثه عن أدب الرحلات أن قرية بني سلامة توجد قرب قرية منداس الواقعة ناحية سرقسطة بالأندلس (محسن عيس مال الله، ع. 1978: 250)، كما أن بعض البرامج التلفزيونية لم تتحر الدقة في تحديد مكانها، فاختلط عليها الأمر بين تونس ودمشق والقاهرة. كل هذا دفعنا إلى تعريف القارئ بقلعة بني سلامة المعروفة بتاوغزوت، حيث سجل ابن خلدون آراءه وحدد مفاهيمه عن طبيعة أحداث التاريخ ومقتضيات الحياة السياسية وشروط النشاط الاقتصادي و العلاقات الاجتماعية. تقع قلعة بني سلامة المعروفة بتاوغزوت على بعد ستة كيلومترات من مدينة فرندة بالغرب الجزائري. وهي بموقعها هذا تحتل مكانا حصينا على شكل نتوء صخري بالحافة الشرقية لهضبة بلاد سبيبة يعرف حاليا بكاف الحمام ( 1030م) يشرف على منخفض واد التحت أو حوض فرندة، وإزاء مكان القلعة اليوم يوجد ضريح سيدي خالد وتنتشر عدة مغارات تعرف بموقع ترناش الذي توجد به نقوش صخرية تشهد على أنه كان موطنا مفضلا للسكن مند فجر التاريخ (Côte, M. 1996: 95) (Modot, J. 1974: 282)، وغير بعيد عنها في الناحية الشرقية يوجد موقع أريرة المعروف محليا بخربة سبيبة حيث آثار رومانية منها بقايا حصن صغير ومعالم حمامات وخزانات ماء كانت تشكل في القرن الثالث الميلادي إحدى النقاط الحصينة في خط الدفاع الروماني المعروف بالليمس (Limes)

الكلمات المفتاحية

ابن خلدون؛ المقدمة؛ قلعة بني سلامة؛ المؤرخون؛ التاريخ