العلامة
Volume 1, Numéro 1, Pages 108-127
2016-01-01
الكاتب : حياة ذيبون .
تخضع المعرفة الإنسانية عبر صيرورتها التاريخية لمبدأي التراكم و التجاوز.وعبر هذين المبدأين تجد المعرفة نفسها مرغمة على تجاوز ذاتها وتجديد إشكالياتها على الدوام.وهو ما يحفظ لها طابعها التجددي. وما يصدق على المعرفة الإنسانية في صورتها الكلية يصدق على المعرفة النقدية في صورتها الجزئية-بعد هذه الأخيرة إبداعا للظواهر في تفاعل دائم مع المستجد- ليكون بذلك إعلان مرحلة "الحداثة البعدية " أمرا مشروط ومشروعا في آن.ذلك أن الفكر لا يفتأ يعلن قيام مشروع "حتى يعلن تناهيه أو بالأحرى إعادة بعثه في ثوب جديد مغاير ؛وهذا قصد تجاوز كل فكر وثوقي/ يقيني " إننا أمام حديث النهايات / البدايات الذي وسم المشهد النقدي المعاصر. بحيث تعلن كل نهاية عن بداية جديدة تعمل على تصحيح الفكر النقدي وتجاوز المطرد منه. إلا أن البداية المعلنة ما تفتأ تستحيل هي الأخرى نهاية تفصح عن بداية جديدة... وهكذا دواليك إلى ما لا نهاية. ما يعني أن المعرفة النقدية لن تتوقف عند حد معين؛وهو ما يحفظ لها نظارتها ؛ ويضمن لها فائدتها. وقد كانت نتيجة هذه التحولات أن"انتقلت النظرية النقدية المعاصرة؛وفق هذا التحول من قراءة النصوص الإبداعية إلى قراءة الأنساق الثقافية ؛ومن ثم تم إعلان ميلاد النقد الثقافي كمشروع بديل عن النقد الأدبي؛وأضحى الحديث عن قضايا التأويل ؛و السياق ؛ والأنساق وكأننا أمام حديث البدايات/ النهايات؛نهاية النقد الأدبي / ولادة النقد الثقافي " إن هذه النقلة المعرفية-التي آذنت بأفول نجم الدراسات الأدبية ؛وميلاد مشروع الدراسات الثقافية- فرضت تغييرات جذرية على مستوى القراءة و التأويل حيث لم يعد النص هو المقصود بالقراءة والتأويل.إنما الأنساق الثقافية التي يحبل بها ذلك النص. فالنص واحد، ومناهج قراءته متعددة، فمن القراءة السياقية إلى القراءة النصانية، فالقراءة النسقية، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على قصور أي قراءة مهما ادعت لنفسها الكمال عن استنفاد النص.
الرواية- النقد الثقافي - نقد الأنساق
زين خديجة
.
زيقم عصام
.
ص 45-60.
محمد زرمان
.
نور الدين حديد
.
ص 59-82.