مجلة الحضارة الإسلامية
Volume 19, Numéro 2, Pages 105-134
2018-10-27
الكاتب : بزاوية مختار .
شغلت ظاهرة الهمزة حيزا كبيرا من التفكير اللغوي العربي، ودار حولها خلاف كبير بين النّحويين والقرّاء، وتعدّدت استعمالات الهمزة ودلالاتها، وتعدّدت صورها التي وردت عليها، وتصرفت العرب فيها بالحذف والإبدال والتسهيل وغير ذلك، واستعملت مركبة مع غيرها من الحروف والأدوات، ودلّت على العديد من المعاني النّحوية والوظائف النّحويّة في حال إفرادها أو تركّبها، بل تعدّد رسمها الإملائي حسب الموضع الذي ترد فيه في بنية الكلمة العربية. لذا يُعتبر الهمز من أهم الظواهر الصوتية التي اشتدّ فيها الخلاف بين النّحويين والقراء، فقد اختلفوا فيه اختلافا كبيرا، وصل بهم إلى حدّ تخطئة بعضهم بعضا، فقد اختلفوا في صفته وفي نوعه، أهو حرف صحيح أم حرف علة ؟ أم هو شبيه بحرف العلة ؟ والمتصفح لكتب النحو واللغة والقراءات يجد أنّـهم قد أولوه اِهتمامًا كبيرًا ، فعقدوا لها فصولاً مطوّلةً، ومباحث متعددة، كمكّي بن أبي طالب في "الكشف عن وجوه القراءات السّبع وعللها"، وسيبويه في "الكتاب"، وابن جني في "الخصائص"، وأبي علي الفارسي في كتاب "الحجة"، وغيرهم كثير. ولأنّ ظاهرة الهمز قد تعددت مسائلها وتشعبت الدراسات حولها، نحويا وصرفيا ودلاليا وصوتيا وإملائيا، فإنّ هذا البحث سيركز على الجانب الصوتي الأدائي منها، ويحاول إيجاد أهم الفروق التي انبنى عليها الخلاف بين النحويين والقراء من هذا الجانب، مُدَعَّما بحجج الفريقين، ومستعينا ببعض النماذج من القراءات القرآنية.
الهمز؛ النحو؛ القراءات القرآنية؛ أوجه القراءة؛ التعليل؛ الظواهر الصوتية.
أحمد دحماني
.
ص 35-49.