الذاكرة
Volume 4, Numéro 1, Pages 372-384
2016-01-15
الكاتب : شفيق إكوفان .
مثّل التراث بشقّيه المادي والشفوي، جانبا مهما في حفظ الموروث الثقافي، وتداوله بين الأجيال والأمم في الحضارات الانسانية. غير أن التراث الشفوي، كان له الحظّ الأوفر في انتشاره، نتيجة طبيعته البسيطة في المعني والصناعة اللغوية، والتي استطاعت أن تحطّ على مختلف فئات المجتمع، دون الاصطدام بمشكلة المستوى التعليمي. غير أن سيرورة مشواره كان قصيرا، بسبب اندثار الكثير من مضامين هذا التراث نتيجة النسيان، أو ضعف التلقين، مقارنة بالتراث المادي الذي استطاع الصمود عبر حقبات من الزمن. وللتراث الشفوي أبعاد نفسية واجتماعية على قدر كبير من الأهمية، تساهم بشكل فعّال في تأسيس قيم ومبادئ المجتمع، وترمز إلى مقوماته العميقة، وهو ما يميّزه عن مجتمعات أخرى. فالهوية الاجتماعية، تتحدد استنادا إلى ما يميّز أفراد هذا المجتمع في خصائصهم الثقافية، التي تتأتّى من التراث نفسه. فالتراث ما زال حيا في قلوب الناس، ويؤثر فيهم سلبا وإيجابا يلجؤون إليه ساعة الأزمات، ويحتمون به إذا اشتدت بهم عوائد الدهر... مطلق يضع لهم معايير السلوك. ويحدد لهم تصوراتهم للعالم. بل أنه أكثر وضوحا من الحاضر نفسه لأنه حضور معنوي وفعلي، ذهني ومادي، عقلي وحسّي. البداية به ليست مثالية بل عن الواقعية. فالتراث واقع وليس مثالا وإن إزاحته بدعوة الواقعية أو المادية الجدلية لهو إزاحة للواقع نفسه وتخلّ عن النظرة العلمية. غير أن هذا التمايز السيوسيو نفسي، قد يتعذّر في ظلّ إشكالية التلقي لمحتوى التراث الشفوي، وعليه نطرح المشكلة التالية : ما هي الأبعاد الاجتماعية والنفسية للتراث الشفوي، وما هي أهم مشاكل التلقي لهذا التراث ؟
الأبعاد النفسية، الاجتماعية، التراث الشفوي، إشكاليات التلقي
صباغ إيمان
.
ص 29-41.
بونيف محمد لمين
.
مرزقلال ابراهيم
.
ص 184-195.