مجلة الحكمة للدراسات الفلسفية
Volume 2, Numéro 3, Pages 139-155
2014-01-01
الكاتب : كمال طيرشي .
حقيق بنا قبل ولوج خبايا تيار الفلسفة التحليلية المعاصرة وارهاصات تجليها والأسباب الباعثة على ظهورها, أن نعرج بادئ ذي بدء على مفهوم "التحليل", في منحاه اللغوي فإذا ما نحن تقصينا معناه في لسان العرب لإبن منظور نجد بأنه مأخوذ من مادة "حلل" التي تفيد كلمة فك كل ماهو مركب إلى عناصره البسيطة, أما في ماهيته الاصطلاحية الفلسفية فيراد منه التوضيح عن طريق ابراز ماهو متضمن من عناصر بسيطة في الموضوع, والتي تكون غامضة بسبب طريقة تركيبها ,ومن حيث المنهج نلاحظ أن التحليل لا يستخدم من لغة الحياة اليومية إلا ماهو دقيق منها, والدقة لا يمكن تحصيلها إلا بإستخدام لغة متخصصة, ولابد من توفر شرطين لزوميين في التحليل, الشرط الأول يجب أن تكون العناصر التي ينتهي إليها التحليل مساوية للعبارة المحللة, والشرط الثاني أن تراعى البساطة والدقة في التحليل من حيث الضرورة التي تفرضها طبيعة الموضوع, والموضوع المزمع تحليله ليس شرطا أن يكون قضية منطقية أو رياضية, بل تتسع دائرته لتشمل كل مواضيع العلم, والحياة السوسيولوجية, والسيكولوجية, أي بغض النظر عن موضوع التحليل ومادته
قراء الفلسفة التحليل المعاصر