دراسات استراتيجية
Volume 11, Numéro 22, Pages 73-90
2015-12-01

الإستراتيجية الشرق أوسطية للولايات المتحدة بعد الحرب الباردة

الكاتب : غنية أفنوخ .

الملخص

تشكل منطقة الشرق الأوسط المجال الذي تلتقي فيه قارات أوربا وإفريقيا وآسيا، الذي يعيش فيه أكثر من ثلاثة ارباع سكان الكرة الأرضية ويضم أكبر ثروة نفطية في العالم. ولذلك فهي منطقة عبور دولية هامة، وشريان حيوي للتجارة العالمية. إن كل هذه العوامل جعلت من منطقة الشرق الأوسط مجالا إستراتيجيا حيويا للقوى الصناعية الرأسمالية الغربية، لأنه يُؤّمن في السلم والحرب، تدفق النفط والاستثمارات و المواد الأولية، إلى جانب الممرات المائية والبحار والقواعد العسكرية التي تقوم بدور مهم في توسيع القدرة للسيطرة على العالم. ونظرًا للموقع الاستراتيجي الهام الذي تحتله هذه المنطقة، ربطت الولايات المتحدة أمنها القومي بأمن الشرق الأوسط، إذ يشكل قاعدة أساسية في سياستها الكونية، بل وتعتبر أنّ أمن واستقرار هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من الرفاه الاقتصادي والاستقرار السياسي للعالم بأسره. وإذا كانت الأهمية الجغرافية للشرق الأوسط، وكذلك الأهمية التجارية والعسكرية لحقول بتروله الوفيرة قد اتخذت بعدا إستراتيجيا أثناء الحرب الباردة، فإنّ المصالح الإستراتيجية والاقتصادية والسياسية الحيوية لأمريكا في المنطقة لم تعرف تغيرًا بعد الحرب الباردة. وباعتبارها أولوية الأولويات بالنسبة للولايات المتحدة فقد حاولت إعادة طرح " المشروع الشرق أوسطي " على أسس جيواستراتيجية وجيواقتصادية جديدة، كجزء من رؤية إستراتيجية أمريكية شاملة لإدامة هيمنتها على العالم لأطول فترة ممكنة مع منع ظهور قوى منافسة لها، والحفاظ على مكانتها كقوة عظمى وحيدة في ظل العولمة.

الكلمات المفتاحية

الإستراتيجية الشرق أوسطية للولايات المتحدة بعد الحرب الباردة