المصادر
Volume 16, Numéro 1, Pages 9-63
2017-06-30
الكاتب : شترة خير الدين .
كانت الجماعة الجزائرية بالمهجر ممثلة في قيادتها تقوم في الواقع بنضال مغاربي من أجل استقلال كل شعوب المنطقة، وهذا النضال المشترك وإن تجسد في مواقع مختلفة إلا أنه بقي محصورًا في النخبة الوطنية المتشبعة بثقافة قومية إسلامية، ولم يتعد إلا النزر القليل من الطبقات الشعبية الدنيا لكن له دور مهم في صيرورة البناء المغاربي، وتعود أسباب ضآلة هذا النضال المشترك هو أنه كان يدخل في إطار الدعاية الخارجية للدول المتصارعة التي تطمح إلى إقامة ثورات حقيقية في المنطقة بقدر ما كانت تطمح إلى التشويش على الحلفاء وشغل جزء من جيوشهم في جبهات متسعة يفتحونها لمناوشة أعدائهم. فمنذ حوالي 1910م أسس الشيخان صالح الشريف وإسماعيل الصفايحي جمعية الأخوة الجزائرية التونسية في إستانبول، وذلك في نفس الفترة التي شارك فيها الجزائريون في مصر داخل تنظيم الإتحاد المغاربي، ويبدو أن حركة الجامعة الإسلامية كانت وراء تأسيسهما. وقد ساعدت هجرة الوطنيين إلى المشرق أمثال: الخضر حسين، المكي بن عزوز صالح الشريف، الجنرال زروق محمد البشير...على تأسيس جمعيات ونوادي تنادي بحرية الشمال الإفريقي لعل أهمها تلك التي نشأت ببرلين (اللجنة الإسلامية لاستقلال إفريقيا الشمالية) بين سنتي (1915-1916)م. وفي إطار النشاط الجمعوي الطلابي للمهاجرين الجزائريين تأسست سنة 1918م الجمعية الودادية للتلاميذ المسلمين في إفريقيا الشمالية وترأسها السيد بن حبيلس...وبعد ضم التونسيين والمغاربة إليها أصبحت تسمى الجمعية الطلابية المغاربية، وبالمقابل أسس الجزائري محمد العيد الجباري جمعية شبيبة شمال إفريقيا الموحدة سنة 1938م، بهدف توحيد الشباب الوطني في الأقطار المغاربية الثلاثة. إن هذا النشاط الفيّاض الذي كان يقوم به المهاجرون الجزائريون في الخارج، يعكس من جهة الحالة الواقعية لنضجهم السياسي، ومن جهة أخرى نوعية وحقيقة التحولات الفكرية والسياسية التي بدأت تحدث في المنطقة المغاربية.
نشاط الوطنيين الجزائريين،الشمال الإفريقي، المهجر
ديقش يوسف
.
حواس محمد
.
ص 826-841.
Benaicha Ziani Naima
.
Kharmouche Mouna
.
ص 12-31.