Revue droit international et développement
Volume 1, Numéro 1, Pages 44-59
2013-06-15

الجريمة البيئية اعتداء على حقوق الإنسان ومدى مساهمة المجتمع المدني

الكاتب : جواد عبد اللاوي .

الملخص

يمثل الحق في بيئة صحيةوسليمة أحد حقوق الجيل الرابع لحقوق الإنسان المتعلقة بالتضامن بين الشعوب حيث عنت الكثير من الاتفاقيات الدولية موضوعها بتنظيمه وسعت الدول لإيجاد آليات قانونية وغير قانونية للحفاظ عليه، ويمثل الاعتداء على البيئة اعتداء على هذا الحق يستوجب متابعة مرتكبيه سواء أمام القضاء الوطني أو القضاء الجنائي الدولي إذ من شأن هذا الاعتداء أن يشكل جريمة دولية ضد حقوق الإنسان والتي أصبح الحق في بيئة سليمة يعد أبرزها. إلا أن مواجهة جريمة الاعتداء على حق الإنسان في بيئة سليمة وصحية قد تواجه عدة صعوبات تتعلق أساسا بالطبيعة الخاصة التي تميز هذا النوع من الجرائم، فالجريمة البيئية يصعب اكتشافها إلا بعد بروز الضرر البيئي، هذا الأخير قد لا يظهر في كثير من الأحيان إلا بعد سنوات من حدوث الاعتداء، كما أن البيئة تشكل اهتماما مشتركا للإنسانية ما يجعل جريمة الاعتداء عليها تتميز بطابع دولي، من هنا فإن تدخل المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات غير حكومية من شأنه المساهمة في مواجهة الاعتداء على هذا الحق. فما هوالحق في البيئة؟ وماهي أبرز معالم الجريمة البيئية؟ وما هي أنجع السبل لتفعيل دور الجمعيات لمواجهة الاعتداء على البيئة؟ أولا: بروز الحق في بيئة سليمة وصحية في القانون الدولي وفي دساتير الدول إن اتساع مجالات حقوق الإنسان مع مرور الزمن أدى إلى تطورها فأصبحت هناك مجموعة من الحقوق التي تحتاج إلى تعاون الجميع سواء على المستويين الداخلي أو الدولي لكون هذه الحقوق ذات بعد إنساني عام كالحق في التنمية، والحق في السلام، والحق في التضامن، والحق في الثروة الموجودة في قاع البحار، والحق في الإغاثة عند الكوارث الكبرى، وبطبيعة الحال الحق في بيئة نظيفة( )، وقد ترسخ الحق في البيئة في دساتير الدول وفي الاتفاقيات الدولية.

الكلمات المفتاحية

الجريمة البيئية اعتداء على حقوق الإنسان ومدى مساهمة المجتمع المدني