مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية
Volume 8, Numéro 1, Pages 23-34
2015-06-30

الصحافة الاستقصائية في ظل التعددية السياسية والاعلامية قراءة في المشهد الجزائري ما بين (1989-1997)

الكاتب : كنزاري محمد .

الملخص

إن الصحافة بوصفها عملية اجتماعية، تساهم في تحقيق عدد من الحاجات الاجتماعية التي يتطلع المجتمع إلى تحقيقها وباعتبارها وسيلة إعلامية فهي تعمل متأثرة ومؤثرة في النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية...الخ . وذلك بدراجات مختلفة حسب طبيعة النظم والعلاقات التي تؤلف بينها. والصحافة في الجزائر ارتبطت مباشرة بالنظم السياسية عبر مراحل تطور تاريخها، فهي تشمل التفاعلات التي يتم بمقتضاها إنتاج الرسالة الإعلامية بشكل يسمح بإدارة الحوار داخل المجتمع، وبناء أولويات اهتمامات الرأي العام والتعبير عنها لدى السلطة السياسية أي القيام بوظيفة التعبير عن مصالح الرأي العام، ثم نقل القرارات إلى الجماهير وتفسيرها وإضفاء الشرعية عليها، وربما إضعاف شرعيتها . مرت الصحافة المكتوبة في الجزائر في ظل التعددية بمرحلتين : المرحلة الأولى 1989 1991- والمرحلة الثانية ما بعد 1991 في سنة 1988 سقط نظام الحزب الواحد وشهدت الجزائر انتصار الحركة "التوكفالية في مقابل الحركة الميكافيلية "، إن يوم 05 أكتوبر 1988 وضع أمام العيان عدم فاعلية البناء السياسي والإيديولوجي الذي ساد البلاد منذ سنة 1962 ، كما لا يخفى كذلك أن أحداث أكتوبر جاءت نتيجة الأوضاع الاقتصادية المزرية التي عاشها المجتمع (فقر، بطالة، تدني مستوى المعيشة وغلائها). سنركز في هذه الورقة على المرحلة الأخيرة لأننا عايشنا أهم أحداثها. فما فتئت هذه التجربة أن تستمر حتى دخلت الصحافة المكتوبة في الجزائر مرحلة حرجة بدأت سنة 1992 وكانت فترة عسيرة، لأنها شملت مرحلة الطوارئ والأزمة السياسية التي لازال يعاني من آثارها المجتمع الجزائري، فبعد توقف المسار الانتخابي في جانفي 1992 ، أصبحت حرية الصحافة تخضع لتجاوب طرفين متصارعين، بصرف النظر عن وسيلة الصراع "ديمقراطية " كانت أم عن طريق " العنف "، كانت الصحافة تدفع ثمن ذلك. في ظل هذه السياقات هل يمكن الحديث عن صحافة استقصائية في جزائر تلك القترة؟ وما هي الظروف التي أحاطت بتلك الفترة والتي لم تسمح ببروز صحافة استقصائية.

الكلمات المفتاحية

الصحافة الجزائرية، التعددية السياسية، الصحافة الاستقصائية